رواه الحاكم في المستدرك إملاء في صفر سنة ست وتسعين وثلاث مائة: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن مهران الإسماعيلي [صدوق، كان كثير السماع من أبيه، يروي الغرائب. المستدرك (١/ ١٤٣) و (٤/ ٨٨)، الأنساب (١/ ١٥٥)، تاريخ الإسلام (٧/ ٧٣٥ - ط الغرب)]: ثنا أبي [ثقة، أحد أركان الحديث بنيسابور. تاريخ نيسابور (٩٩٥)، الأنساب (١/ ١٥٥)، تاريخ الإسلام (٦/ ١٠١٧ - ط الغرب)، السير (١٤/ ١١٧)، الميزان (٣/ ٤٨٥)، اللسان (٦/ ٥٧٥)، الثقات لابن قطلوبغا (٨/ ١٩٠)]: ثنا محمود بن خالد الدمشقي: ثنا مروان بن محمد الدمشقي به؛ فقال فيه خلافاً للناس: ثنا يزيد بن مسلم الخولاني.
قلت: وهذا وهم، ولعله من شيخ الحاكم، إنما هو: أبو يزيد الخولاني، والله أعلم.
وكأن البيهقي أراد التنبيه على وهم الحاكم في مستدركه، فقال في الخلافيات: «وذكر أبو أحمد الحافظ أبا يزيد الخولاني هذا فيمن عرف بكنيته، ولا يوقف على اسمه».
وقد صرح بذلك في السنن الكبرى، فقال بعد أن أخرجه عن شيخه الحاكم: «كذا قاله شيخنا»، ثم أسنده من طريق أبي داود كالجماعة، ثم قال: «وهكذا ذكره عباس بن الوليد الخلال عن مروان، وذكره أبو أحمد الحافظ في الكني، ولم يعرف اسمه».
وقال ابن حجر في التهذيب (٤/ ٦٠٨): «وأغرب الحاكم أبو عبد الله فأخرج الحديث في مستدركه من طريق مروان بن محمد، عن يزيد بن مسلم الخولاني، كذا سماه: يزيد بن مسلم والمعروف أنه أبو يزيد، والله تعالى أعلم».
• قال الدارقطني: «ليس فيهم مجروح».
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه».
وتعقبه ابن دقيق العيد، فقال في الإلمام (٦١٩): «وفيما قاله نظر، فإن أبا يزيد وسياراً: لم يخرج لهما الشيخان شيئاً، وكأن الحاكم أشار إلى عكرمة، فإن البخاري احتج به».
وأيده ابن عبد الهادي، فقال في التنقيح (٣/ ١٠١): وهذا الذي قاله صحيح، فإن سياراً وأبا يزيد: لم يخرج لهما إلا أبو داود وابن ماجه [وانظر: المحرر لابن عبد الهادي (٥٨٤)].
وقال ابن قدامة والمنذري والنووي: «إسناده حسن» [المغني (٣/ ٨٠)، المجموع (٦/ ١٢٦)، التنقيح (٣/ ١٠١)، البدر المنير (٥/ ٦١٩)].
وقال ابن مفلح في الفروع (٤/ ٢٢٨): «حديث حسن».
وقال ابن الملقن: «هذا الحديث صحيح» [البدر المنير (٥/ ٦١٨)، التوضيح (١٠/ ٦٣٦)]
قلت: تفرد به عن عكرمة: سيار بن عبد الرحمن الصدفي وهو مصري، ليس به بأس [الجرح والتعديل (٤/ ٢٥٦)، الثقات (٤/ ٣٣٥) و (٦/ ٤٢١)، المؤتلف للدارقطني (٣/ ١٢١٨)، إكمال مغلطاي (٦/ ١٨٥)، التهذيب (٢/ ١٤٢)].