يقولون إن الشامَ يَقْتُلُ أَهلَهُ … فَمَنْ ليَ إنْ (٤) لم آتِهِ بخلودِ
تَعَرَّبَ آبائي فهلَّا صِرَاهُمُ … مِن الموت أن لم يَذْهَبُوا وجُدُودِى
يعنِى: قَطَعَهم. ثم نُقِلت ياؤُها التي هي لامُ الفعلِ فجُعِلَتْ عينًا للفعلِ، وحُوِّلتْ عينُها فجُعِلتْ لامها، فقيل: صار يَصِيرُ. كما قِيل: عَثِى يَعْثَى عَثًا. ثم حُوِّلت لامُها، فجُعِلتْ عينها، فقيل: عاث يَعِيثُ.
وأما نحويُّو البصرة فإنهم قالوا: ﴿فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ﴾ سواءٌ معناه إِذا قُرِئَ بالضمِّ مِن الصادِ وبالكسرِ، في أنه مَعْنِيٌّ به في هذا الموضعِ التقطيعُ. قالوا: وهما لغتان: إحداهما، صارَ يصُورُ، والأخرَى، صار يَصِيرُ. واستشهدُوا على ذلك ببيتٍ تَوْبَةَ بن الحُمَيِّرِ الذي ذكرناه قبلُ، وببيت المُعَلَّى بن جمَّالٍ (٥) العبديِّ:
(١) البيت في معاني القرآن للفراء ١/ ١٧٤، واللسان (ن ع ر، ع ص ي) غير منسوب. (٢) الجوز: وسط الشيء. والعواصى: العروق. وتنعر: تفور. التاج (ج و ز، ع ص ي، ن ع ر). (٣) البيتان في معاني القرآن للفراء ١/ ١٧٤، والبيت الأول في اللسان (ش أ م)، والثاني في اللسان (ع ر ب) مع اختلاف في الرواية. (٤) في ص، م، ت ١، ت ٢: "إذا". (٥) في ص، م، ت ١، ت ٢: "حماد". والبيت في مجاز القرآن ١/ ٨١، والأضداد ص ٣٧، واللسان (ص و ر، ده س، خ ل ع، ز ن م). (٦) الخلعة: خيار المال. دهس: جمع دهساء، والدهساء من الضأن التي على لون الرمل والصفايا: =