وأصلُ "الكُرْسِيِّ" العلمُ، ومنه قيل للصحيفةِ يكونُ فيها علمٌ مكتوبٌ: كُرّاسةٌ. ومنه قولُ الراجزِ في صفةِ قانصٍ:
حتى إذَا ما اختارهَا (١) تَكَرَّسا
يعنى: عَلِم. ومنه يقالُ للعلماءِ: الكَراسيُّ. لأنهم المعتمَدُ عليهم، كما يقالُ: أوتاد الأرضِ. يعنى بذلك أنهم العلماءُ الذين تَصْلُحُ بهم الأرضُ، ومنه قولُ الشاعرِ (٢):
تَحُفُّ بهم بِيضُ الوُجُوهِ وعُصْبَةٌ … كَرَاسِيُّ بالأحْداثِ حينَ تَنُوبُ
يعني بذلك: علماءُ بحوادثِ الأمورِ ونوازلِها.
والعربُ تسمِّى أصلَ كلِّ شيءٍ الكِرْسَ، يقال منه: فلانٌ كريمٌ الكِرْسِ. أي: كريمُ الأصلِ، قال العَجَّاجُ (٣).
قد علِم القُدُّوسُ موْلَى القُدْسِ
أن أبا العباسِ أوْلَى نَفْسِ
بمَعْدِنِ المُلْكِ القديمِ (٤) الكِرْسِ
(١) في م: "اجتازها". (٢) أساس البلاغة (ك ر س). (٣) ديوانه ص ٤٨٧. (٤) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "الكريم".