الثالثةِ حتى يَبِنَّ (١) مِنهم، فيَبطُلَ (٢) ما كان لهم عليهن من الرجْعةِ، ويصِرنَ أملكَ بأنفسِهنَّ (٣) منهم (٤).
فإن قال قائلٌ: وما ذلك الإمساكُ الذي هو بمعروفٍ؟
قيل: هو ما حدَّثني به عليُّ بنُ عبدِ الأعلَى المحاربيُّ، قال: ثنا عبدُ الرحمنِ بنُ محمدٍ المحاربيُّ، عن جُويبرٍ، عن الضحاكِ في قولِه: ﴿فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ﴾. قال: المعروفُ أن يُحسنَ صُحبتَها.
حدَّثني المُثَنَّى، قال: ثنا عبدُ اللهِ بنُ صالحٍ، قال: ثنى معاويةُ بنُ صالحٍ، عن عليِّ بنِ أبي طلحةَ، عن ابنِ عباسٍ: ﴿فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ﴾. قال: ليتّقِ اللهَ فما التطليقةِ الثالثةِ، فإمّاُ يُمسِكُها بمعروفٍ فيحسِنُ صَحابتَها (٥).
فإن قال: فما التسريحُ الذي هو بإحسانٍ؟
قيل: هو ما حدَّثني به المُثَنَّى، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثنى معاويةُ، عن عليِّ بنِ أبي طلحةَ، عن ابنِ عباسٍ: ﴿أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾: أو يُسرِّحُها فلا يظلِمُها من حقِّها شيئًا.
حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمى، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابنِ عباسٍ: ﴿فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾. قال: هو الميثاقُ الغليظُ.
حدَّثني موسى، قال: ثنا عمرٌو، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ: ﴿أَوْ تَسْرِيحٌ
(١) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "تبين". (٢) في م: "فتبطل". (٣) في م: "لأنفسهن". (٤) في م: "منهن". (٥) في الأصل: "صحبتها". والأثر تقدم تخريجه في ص ١٢٨.