فما أُضْحِى ولا أَمْسَيتُ إلَّا … [أَرانى منكمُ](٤) في كُوَّفانِ (٥)
فقال: أُضْحِى. ثم قال: ولا أمْسَيْتُ.
وقال بعضُ نحويِّى الكوفيِّين (٦): إنما قيل: ﴿فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللهِ مِنْ قَبْلُ﴾ فخاطَبهم بالمستقبلِ من الفعلِ ومعناه الماضى، كما يُعَنِّفُ الرجلُ الرجلَ على ما سلَف منه من فِعْلٍ، فيقولُ له: ويحكَ لِمَ تَكْذِبُ، ولِمَ تُبَغِّضُ نفسَك إلى الناسِ! كما قال الشاعرُ (٧):
إذا ما انْتَسَبْنا لم تَلِدْنى لَئيمَةٌ … ولم تَجِدِى من أن تُقِرِّى بها (٨) بُدًّا
(١) فى م: "بشكرى". (٢) ديوانه ص ٢٣٣. (٣) البيت في الصاحبى ص ٣٦٤، واللسان (ك و ف). (٤) في الصاحبى: "رأونى منهم". (٥) يقولون: وقعنا في كُوفَان وكُوَّفان. أي عناء ومشقة، كأنهم اشتقوا ذلك من الرمل المتكوف؛ لأن المشى فيه يُعنِّى. مقاييس اللغة ٥/ ١٤٧. وفى حاشية الأصل: "كوفان من كيف". (٦) هو الفراء في معانى القرآن ١/ ٦٠، ٦١. (٧) تقدم البيت في ص ٥٧. (٨) في م: "به".