للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ممنوع، والمنع في حياتِهِ أشد، والجمع بينهما - أي: بين اسمه وكنيته - ممنوع». انتهى. قال شيخنا: «فظاهره التحريم»، ويؤيده حديث: «لَا تَجْمَعُوا بَيْنَ اسْمِي وَكُنْيَتِي» (١). ويحرم أن يقال لمنافق أو كافر: «يا سيدي»، وكذا بداءته بالسلام كما يأتي؛ لما فيه من تعظيمه. (وَتُكْرَهُ) تسمية العبدِ (بِحَرْبٍ، وَيَسَارٍ، ومُبَارَكٌ، وَمُفْلِحُ، وخَيْرٌ، وسَرُورٌ) ونافع، ونجيح، وبَرَكةٌ، ويَعْلَى، ومُقبِلُ، ورافِعٌ، ورَبَاح، وعَاصِ، وشِهَابٌ، ورسولٌ، وكذا ما فيه تزكية: كالتقي، والزكي؛ لما تقدم عن ابن هبيرة؛ لأنه ربما كان للتشاؤم والتطير. ومن الأسماء المكروهة: التسمية بأسماء الشياطين كولهانَ، والأعور، والأجدع، ونحوه. وأيضاً - من الأسماء المكروهة: التسمية بأسماء الفراعنة والجبابرة. ويستحبُّ تغيير الاسم القبيح. و (لا) تكرَهُ التسميةُ (بِأَسْمَاءِ المَلَائِكَةِ وَالأَنْبِيَاءِ) كإبراهيم، ونوح، وصالح، ومحمد - صلى الله وسلَّمَ عليه، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين - وشَبَهها؛ لحديث: «تَسَمَّوا بِاسْمِي وَلَا تَكَفُّوا بِكُنْيَتِي» (٢) روى أبو نعيم قال الله تعالى: «وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا أُعَذِّبُ أَحَداً يُسَمَّى بِاسْمِكَ فِي النَّارِ» (٣). ولا يكره أن يسمي بياسين، وطه. وأما ما يذكره العوام أن «يس» و «طه» من أسماء النبي فغير صحيح، ليس في ذلك حديث صحيح ولا حسن، ولا مرسل، ولا أثر عن صاحب. قال في «الفصول»: «ولا بأس بتسمية أسماء


(١) أخرجه أحمد برقم (٢٣٠٨١).
(٢) أخرجه البخاري برقم (١١٠)، ومسلم برقم (٢١٣٤).
(٣) لم أجده.

<<  <   >  >>