للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المقدمة

الحمد لله العلي الأعظم، الجواد الأكرم، الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم، فرض طلب العلم على عباده المؤمنين، وأمرهم به في الكتاب المبين، فقال وهو أصدق القائلين: ﴿فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ﴾.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة لا يضل من شهد بها ولا يشقى، وكلمة أستمسك بها، ومن يؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله شاهداً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد: فإنَّ أعلى العلوم فخراً، وأجلّها قدراً، وأبلغها فضيلة، وأنجحها وسيلةً، عِلمُ الشرع الشريف ومعرفة أحكامه، والاطلاع على حلاله وحرامه، فلذلك تَعَيّنَتْ إعانَةُ قاصده، وتيسير موارده لرائده، ومعاونته على تذكار لفظه ومعانيه، وفهم عباراته ومبانيه.

ولقد اعتنى علماء شريعتنا الغراء بهذا العلم الشريف؛ فألفوا به الكتب والأسفار النافعة، وأخذوا على عاتقهم جمع فنونه فورثوا لنا نفائس قل نظيرها، دونوا فيها خلاصة علمهم.

 >  >>