(وجلوس بمسجد، وتدريس علم، وأكل، فمتى نوى شيئاً من ذلك)
أي: مما ذكر (ارتفع حدثه) لأنه نوى طهارة شرعية (ولا يضر) في نيته (سبق لسانه بغير ما نوى) أي: بغير قصده. كمن أراد الوضوء نوى الصلاة، أو الظهر نوى الصبح، أو العصر؛ لأن النية محلها القلب.
(ولا) يضر أيضاً (شكه في النية، أو في فرض) من الفروض، صلاة كانت، أو غيرها (بعد فراغه) من (كل عبادة) من العبادات (وإن شك فيها في الأثناء) أي: وهو متلبس بالعبادة، قبل فراغها (استأنف) أي: ابتدأ العبادة.
[(فصل)(في صفة الوضوء)]
أي: في كيفيته الكاملة (وهي) أي: صفة الوضوء (أن ينوي) الوضوء مطلقاً، أو استباحة ما يتوضأ له (ثم يسمي) فيقول: بسم الله (ويغسل كفيه ثلاثاً (ثم يتمضمض) ثلاثاً، مع إدارة الماء في بعض فمه (ويستنشق) ثلاثاً. والأفضل أن يكون التمضمض والاستنشاق من غرفة واحدة (ثم يغسل وجهه) ثلاثاً. وحده طولاً (من) عند منابت شعر الرأس المعتاد) فلا عبرة بمن شعره في جبهته، أو بمن ليس في مقدم رأسه شعر، إلى عند النازل من اللحيين (١). وحده عرضاً: من الأذن إلى الأذن ولا يجزئ غسل
(١) اللحيان: تثنية لحي - بفتح اللام وكسرها - وهو منبت اللحية من الإنسان وغيره. انظر: لسان العرب ١٥/ ٢٤٣.