فحسن. (وَتَحْرُمُ التَّسْمِيَةُ بِعَبْدِ غَيْرِ اللهِ) تعالى. قال ابن حزم: اتفقوا - يعني: أهل العلم - على تحريم كل اسم معبد لغير الله تعالى (١)، (كَعَبْدِ النَّبِيِّ، وَعَبْدِ المَسِيحِ) ونحوه. قال ابن القيم:«وأما قوله ﵊: «أَنَا ابْنُ عَبْدِ المطَّلِبِ»(٢) فليس من باب إفشاء التسمية، بل من باب الإخبارِ باسمِ الذي عُرِفَ به المسمى، والإخبار بمثل ذلك على وجه تعريف المسمى لا يحرُمُ؛ فباب الإخبار أوسع من باب الإنشاء». وكذا يحرم التسمية بسيد الناس، وسيد الكلِّ، كما يحرم بسيد ولد آدم. ويجوز التكنية بأبي فلان وأمّ فلانة. ويحرم من الألقاب ما لم يقع على مخرج صحيح؛ لأنه كذب. على التأويل في «كمَالِ الدِّينِ» و شرفِ الدِّينِ: أن الدينَ كمَّلَهُ وشرَّفه؛ قاله يحيى بن هبيرة (٣). ولا يُكره التكني ب «أبي القاسم» بعد موته ﷺ، وصوَّبَه في «الفروع»(٤). قال في «الهدي»(٥): (والصواب: أن التكني بكنيته
(١) التوحيد ١/ ١٢٢. (٢) أخرجه البخاري برقم (٢٨٧٤)، ومسلم برقم (١٧٧٦). (٣) نقله عنه في الفروع ٦/ ١١٣، والمبدع ٣/ ٣٠٣. وابن هبيرة هو: الوزير أبو المظفر، يحيى بن محمد بن هبيرة بن سعد الشيباني البغدادي (٤٩٩ - ٥٦٠)، كان شديداً في اتباع السُّنَّة وسيرة السلف. صنف الإفصاح في معاني الصحاح وهو أشهر كتبه، وله: «المقتصد» في النحو و العبادات الخمس على مذهب الإمام أحمد. انظر: المنهج الأحمد ٢/ ٢٨٦، ذيل طبقات الحنابلة ١/ ٢٥١. (٤) انظر: الفروع (التصحيح) ٦/ ١١٣. (٥) المراد به: زاد المعاد في هدي خير العباد للإمام الشمس ابن قيم الجوزية (ت ٧٥١ هـ).