ويكون وقوفه مقابلة وجهه ﷺ مستقبلاً جدار الحجرة والمسمار الفضة في الرخامة الحمراء (١) نحو أربعة أذرع من السارية بزاوية المقصورة، ويجعلُ القنديل على رأسه (٢) مستدبراً القبلة ويقول: «السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ الله»(٣). ولا بأس إن زاد غير السلام من غير رفع صوت؛ لقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ﴾ [الحجرات: ٢]؛ لأن حرمته ميتاً كحرمته حياً. وإن حمله أحد سلاماً قال:«سلامٌ عليكَ مِنْ فُلانٍ»(٤)، ثم يسألُ لنفسه وأهله وإخوانه والمسلمين الشفاعة.
وقُلْ لِصَبٍ غَدًا بالشوقِ يَنْتَحِبُ … لِمَهْبِطِ الوَحْيِ حَقًّا تَرَحَلُ النُّجُبُ وَعِنْدَ هَذَا المُرَجَّى يَنْتَهِي الطَّلَبُ (١) هذا المسمار يقع في الجدار القبلي في حائط الحجرة من الخارج، تجاه رأسه ﷺ، وهو مسمار من صفر، وضع علامة على الرأس، إذا حاذاه القائم صار القنديل على رأسه. ثم عُوِّض ذلك بقطعة من الألماس أقل من بيضة الحمام، وتحتها قطعة أخرى أكبر منها، مشدودتان بالذهب والفضة، ويطلق عليهما الكوكب الدري. انظر: مثير العزم الساكن ٢/ ٢٩٧، مرآة الحرمين ٤٧٤، حاشية الروض المربع ٤/ ١٩٢. (٢) روي عن ابن أبي مليكة أنه كان يقول: «من أحب أن يقوم وجاه رسول الله ﷺ فليجعل القنديل الذي في القبلة عند القبر على رأسه». ذكره ابن الجوزي في مثير العزم الساكن ٢/ ٢٩٦. (٣) كما كان يقوله عبد الله بن عمر كما رواه البيهقي عن نافع: أن ابن عمر كان إذا قدم من سفر دخل المسجد فقال: «السلام عليك يا رسول الله، السلامُ عليكَ يا أبا بكر، السلام عليك يا أبتاه» برقم (١٠٥٧٠). (٤) وقد أُثر ذلك عن عمر بن عبد العزيز، أنه كان يوجه بالبريد قاصداً إلى المدينة ليقرئ عنه النبي ﷺ السلام. نقله في الدر المنثور ١/ ٥٧٠.