«بَعِيرَهُ»(١)، رواهُ أبو داودَ - و «عِيْرٌ» و «ثَوْرٌ» جبلان بالمدينة. ومن أدخل إلى المدينة صيداً فلهُ إمساكهُ، وذبحه، نص عليه؛ لقول أنس (٢). ولا جزاء في صيدها، وشجرها، وحشيشها. قالَ الإمامُ أحمد:«لم يبلغنا أنَّ النبيَّ ﷺ، ولا أحداً من أصحابه حكموا فيه بجزاء؛ لأنه يجوز دخولها بغير إحرام، ولا تصلح لأداء نسك، ولا لذبح الهدايا»(٣).
تنبيه: حدُّ حرمها ما بين «جبل ثور (٤)» إلى «جَبل عير (٥)»؛ لحديث عليٍّ المتقدم:«حَرَمُ المَدِينَةِ مَا بَيْنَ ثَوْرٍ إِلَى عِيْرٍ». متفق عليه. وهو: ما بين لابتيها؛ لحديث أبي هريرة قال رسول الله ﷺ:«مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا حَرَامٌ». متفق عليهِ (٦). واللابةُ: الحرة، أي: أرضٌ تركبها حِجارةٌ سُودٌ. وَقَدْرُه: بريد في
(١) أخرجه أبو داود برقم (٢٠٣٥)، وأخرجه أحمد برقم (٩٥٩). (٢) قال أنس ﵁: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقاً، وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أبو عُمَيْرٍ - قَالَ: أَحْسِبُهُ فَطِيماً - وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ: «يَا أَبَا عُمَيْر مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ»؟ نُغَرُ كَانَ يَلْعَبُ بِهِ. أخرجه البخاري برقم (٦٢٠٣)، ومسلم برقم (٢١٥٠). (٣) رواه عنه بكر بن محمد. انظر: الفروع ٦/ ٢٣. (٤) جبل ثور: جبل صغير أحمر اللون، يقع عند سفح جبل أحد من الجهة الشمالية، في شمال المدينة المنورة، ويبعد عن المسجد النبوي حوالي ثمانية كيلومترات، سمي بذلك لشبه شكله بشكل الثور. انظر: معالم المدينة المنورة ٤١، ٢١٠ وما بعدها. (٥) جبل عير: يقع في الجهة الجنوبية من المدينة، ويبعد عن المسجد النبوي حوالي ٧ كم. انظر: معالم المدينة المنورة ٣٤٧. (٦) أخرجه البخاري برقم (١٨٧٣)، ومسلم برقم (١٣٧٢).