للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الدنيا، ثم احتسبه إلا الجنة» (١).

قال صاحب «المنتهى» في «شرحه»: «اعلم أن الثواب في المصائب على الصبر عليها، لا على المصيبة نفسها، فإنها ليست من كسبه، وإنما يثاب على كسبه، والصبر من كسبه» (٢). والرضى بالقضاء فوق الصبر؛ فإنه يوجب رضى الله . وقد أوضحت أحكام الصبر، وذكرت أقسامه، وفائدته، وأدلته وما ورد في ثوابه، في أكثر من كراسة في باب يخصه. وكذلك أحكام المصيبة في الباب الثالث، وكذلك المصيبة، وما يتعلق بها في الباب الثاني في كتابي: «حقائق العيون الباصرة» فراجعه إن أردت وقوفاً.

ويجب من الصبر ما يمنع المصاب عن المحرم. ويكره للمصاب تغير حاله، من خلع ردائه، ونحوه.

(ولا بأس بالبكاء على الميت)، روي في «الصحيحين» عن النبي : «أنه لما رفع إليه ابن بنته فاضت عيناه، ونفسه تقعقع؛ كأنها في شنة - أي: لها صوت، وحشرجة؛ كصوت ما ألقي في قربة بالية قال له سعد: ما هذا يا رسول الله؟! قال: هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء» (٣).

والحشرجة - بحاء مهملة، وشين معجمة، ووراء مهملة، وجيم معجمة -: الغرغرة عند الموت، وتردد النفس.


(١) صحيح البخاري برقم (٦٠٦٠).
(٢) لم أجده في معونة أولي النهى، ونقله عنه في كشاف القناع ٤/ ٢٨٧.
(٣) صحيح البخاري برقم (١٢٢٤)، ومسلم برقم (٩٢٣).

<<  <   >  >>