للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجلوس لها، والمبيت عند أهل الميت. ويكره [تعزية] الشابة الأجنبية.

ومعنى التعزية: التسلية، والحث على الصبر بوعد الأجر، والدعاء للميت المسلم، وللمصاب. ولا يتعين (فيما يقوله، ومنه يقال له): أي: للمصاب: (أعظم الله أجرك، وأحسن عزاءك) فقط، إن كان الميت كافراً (و) إن كان مسلماً قال: (وغفر لميتك) ويحرم تعزية الكافر (ويقول هو) أي: المُعزَّى - بفتح الزاي المعجمة -: (استجاب الله دعاءك، ورحمنا وإياك) ويسن للمصاب أن يسترجع، فيقول: «إنا لله، وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، واخلف لي خيراً منها»، ويصلي ركعتين، قاله الآجري (١).

ويسن للمصاب الصبر الكامل. والصبر معناه: حبس النفس. وفي الصبر على موت الولد أجر كبير، وقد وردت الأخبار بذلك، فمنها ما روي في «الصحيحين» من قوله : «لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسه النار إلا تحلة القسم» (٢)، يشير لقوله تعالى: ﴿وَإِنْ مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا﴾ [مريم: ٧١]، والصحيح من تفسير هذه الآية: أن المراد به: المرور على الصراط. ومن رواية البخاري: أنه قال: «يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن جزاء إذا قبضت صفيه من أهل


(١) نقله عنه في الفروع ٣/ ٣٩٦، ثم قال: (وهو متجه). وانظر: الإقناع ١/ ٣٨٤.
(٢) صحيح البخاري برقم (١١٩٣)، ومسلم برقم (٢٦٣٢).

<<  <   >  >>