بأسمائه وصفاته، بدعاء جامع بتأدب، وخشوع وخضوع، وعزم، ورغبة، وحضور قلب، ورجاء، ويكون متطهراً، مستقبل القبلة، ويُلح في الدعاء، وتكريره ثلاثاً يعد من إلحاح في الدعاء، ويبدأ بنفسه. قال بعضهم: ويعم (١). ويؤمن مستمع، فيصير كداع، ويؤمن داع في أثناء دعائه، ويختمه بالثناء عليه ﷾، ثم بالتأمين.
ولا يكره رفع بصره إلى السماء في الدعاء. ولا يكره للإمام أن يخص نفسه بالدعاء. قال الشيخ تقي الدين:«والمراد الذي لا يؤمن عليه؛ كالمنفرد - أي: أن يخصص الإمام نفسه بالدعاء، إذا أمن عنده في حال دعائه من يؤمن عليه، صار كالمنفرد - و لا يكره أيضاً للإمام أن يخص نفسه بالدعاء بعد التشهد، بخلاف الإمام مع المأمومين، فيعم، وإلا، فقد خانهم»(٢). ففي حديث ثوبان:«ثلاثة لا يحل لأحد أن يفعلهن لا يؤم رجل قوماً، فيخص نفسه بالدعاء دونهم، فإن فعل فقد خانهم» رواه أبو داود (٣).
والدعاء سراً أفضل من الجهر به؛ لقوله تعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (٥٥)﴾ [الأعراف: ٥٥]؛ لأنه أقرب إلى الإخلاص.
(١) انظر: الفروع ٢/ ٢٣٨. (٢) انظر كلام شيخ الإسلام ﵀ بنحو ما ذكر: في مجموع الفتاوى ٢٣/ ١٦٦. (٣) سنن أبي داود برقم (٩٠)، والترمذي برقم (٣٥٧)، وقال: «حديث حسن».