قوله:"فمِنْ ناضِح ونَائِل". قال الشيخُ تقيّ الدّين:"النّضحُ": "الرّشُّ". قيل: معناه: "أنَّ بعضهم كان ينالُ ما لا يَفْضل منه شَيءٌ، وبعضُهم كان ينالُ منه ما ينضح منه على غيره".
ويتوجّه في إعرابه أنْ يكُون التقديرُ:"فمنّا نَاضِحٌ ومنّا نائِل". فـ"ناضح" و "نائل": مُبتدآن، وخبرهما في المجرور، الذي هو "منّا"، ثم حذف المجرور، وبقي حَرْفُ الجرّ [مُتصلًا](٣) بالمبتدأ؛ فانجَرّ، وهذا من وَجيز الكَلَام وفَصيحِه؛ لأنّه أفَاد ما يُفيده أكثر منه لَفْظًا.
ويحتمل أنْ يكُون التقديرُ:"فنائلٌ لا ينالُ منه، ومن ناضِح ينال منه"؛ فيتعلّق حرفُ الجر بـ"ينال"، ويُفسَّر الحديثُ بالرّواية الأخْرَى؛ لأنّها تدلُّ عليه.
و"من" هُنا للتفْصيل، وهو أحَدُ أقسَامها (٤)، والمفَصّلُ مَحْذوفٌ، والتقديرُ:"خَرَجَ بلال بوضوء على النّاس ... "، والتقسيمُ في محلّ بدَل، بدَل كُلّ من كُل، مُفصّل من مجمُوع.
= (٢/ ٤٣٣)، نيل الأوطار (١/ ٣١)، فيض القدير شرح الجامع الصغير (١/ ٩٩)، المصباح (٢/ ٦٦٣)، لسان العرب (١/ ١٩٤). (١) صَحيحٌ: رواه مُسلم (٢٥٠/ ٥٠٣)، من حديث أبي جُحيفة. (٢) انظر: إحكام الأحكام (١/ ٢٠٥)، الإعلام لابن الملقن (٢/ ٤٣٤)، نيل الأوطار للشوكاني (٢/ ٥٦). (٣) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب). (٤) انظر: الجنى الداني (ص ٣٠٨ وما بعدها)، أوضح المسالك (٣/ ١٨، ١٩)، جامع الدروس العربية (٣/ ١٧٢).