قوله:"قَدِمَ رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-": جملة في محلّ معمولِ القولِ.
قوله:"وهم يُسلِفون في الثمار": الجملة في محل الحال من محذوف، أي:"قدم على أهل المدينة وهم يُسلفون".
و"السَّلَمُ" و"السَّلَفُ" واحدٌ، وسُمِّيَ سَلَمًا لتسليمه رأسَ المال بغير عِوَض حاضر. ومنه سُمِّي: سَلَفًا. و"السَّلَف": ما تقَدّم. ومنه سُمِّيَ "سَلَف الرجُل" للمُتقدِّم من آبائه (٢).
قال عياض: كَره ابنُ عُمر أنْ يُسَمَّى "السّلفُ" سَلمًا، يقول:"السّلَمُ إِلَى اللَّهِ"(٣)، {وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ}[النحل: ٨٧]. كأنّه [ضَنّ](٤) بالاسم أن يُمتهن في غير طاعة (٥).
وصاحبُ الحال:"أهل" المقدَّر. والعاملُ في الحال: الفعل الذي عمل في صاحب الحال، وهو "قَدِم" وقيل: معنى الجر. ويَحتمِل أن يكون الحال من "النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-"، أي:
(١) رواه البخاري (٢٢٣٩)، ومسلم (١٦٠٤) في المساقاة. (٢) انظر: مشارق الأنوار (٢/ ٢١٩)، رياض الأفهام (٤/ ٣٣٦). (٣) أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (١١١٤٢)، والبغوي في "مسند ابن الجعد" (١٤٩٠)، موقوفًا على ابن عمر. ولفظه: "كَانَ يَكْرَهُ هَذِهِ الْكَلِمَةَ: أَسْلَمَ كَذَا وَكَذَا، وَيَقُولُ: إِنَّمَا الْإِسْلَامُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ". (٤) بالنسخ: "ضمن". والمثبت من "إكمال المعلم". (٥) انظر: إكمال المعلم (٥/ ٣٠٥)، رياض الأفهام (٤/ ٣٣٦).