قوله:"في عبده": أي: "عن عبده"، ولذلك يقدَّر:"إلا زكاة الفطر عن الرقيق".
و"الرقيق": "فعيل" بمعنى "مفعول"، وقد يُطلق على الجمع، فهو ["فعيل"] (٢) بمعنى "مفعول"(٣). ولمَّا كان معنى "الصدقة": "الزكاة" صحّ الاستثناء منه؛ لأنّه من جنسه.
الحديث الرّابع:
[١٧١]: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"الْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمْسُ"(٤).
قوله:"العجماء جبار": قال الجوهري: إنما سُميت "عجماء" لأنها لا تتكلّم، فكُل من لا يتكلّم أصلًا فهو "أعجَم مُستعجَم".
و"الأعجم" الذي لا يُفصح ولا يبين كلامه وإن كان من العَرب، والمرأة "عجماء"، ويُقال له:"أعجم" وإن أفصح، إذا كان في لسانه عجمة (٥).
قال الشيخ تقيّ الدّين:"الجبار": "الهَدَر"، و"ما لا يُضمَن". و"العجماء": "الحيوان البهيم"(٦).
(١) قرأها بالنصب عبد الله بن عامر وعيسى بن عمر. انظر: البحر المحيط (٦/ ١٨٩)، وتفسير القرطبي (٥/ ٢٧٠). (٢) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب). (٣) انظر: النهاية لابن الأثير (٢/ ٢٥١). (٤) رواه البخاري (١٤٩٩) في الزكاة، ومسلم (١٧١٠) في الحدود. (٥) انظر: الصحاح (٥/ ١٩٨٠، ١٩٨١). (٦) انظر: إحكام الأحكام (١/ ٣٨٠).