و"كُلّه": تأكيد للجسد. و"كل" من ألفاظ التأكيد، ومثله: "جميع" و"عامة" لغير المثنى؛ فإنه يؤكّد بـ "كلا" و"كلتا"، ويجب أن يتصل بها ضمير المؤكّد. ويؤكد بها لرفع احتمال "البعض". [ويجوز](٢): "جاءوا كلهم"، و"اشتريت العبد كُله"، ويمتنع: "جاء زيد كُله". (٣)
قال ابنُ هشام: والتوكيد بـ "جميع" غريب، وكذلك التوكيد بـ "عامة". (٤)
[فائدة]
قوله عليه السلام: "الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ" (٥) تأكيد للضّمير في "خير". وأمّا قولك: "تعب [كله](٦) الحياة"، فـ "الحياة" مبتدأ، و"تعب" خبر، أي "متعبة"، ففيه ضمير، و"كُلّه" تأكيد لذلك الضمير، أي "الحياة [هي](٧) متعب كُله". (٨)
* * *
قوله: "ألا وهي القلب": قال بعضهم: "القلب": جسم صنوبري معلّق بالوتين. وليس المراد نفس المضغة، إنما المراد المعنى القائم بها، الذي هو محلّ
(١) انظر: الصحاح (١/ ٣٨٣). (٢) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب). (٣) انظر: أوضح المسالك (٣/ ٢٩٣ وما بعدها)، شرح الشذور لابن هشام (ص ٥٥٢)، شرح القطر (ص ٢٩٣)، شرح التصريح (٢/ ١٣٤). (٤) انظر: أوضح المسالك (٣/ ٢٩٦، ٢٩٧)، مغني اللبيب (ص ٦٦٢). (٥) صحيحٌ: مسلم (٣٧/ ٦٠) من حديث عِمْرَان بْنِ حُصَيْنٍ. (٦) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب). (٧) غير واضحة بالأصل. وسقط من (ب). (٨) راجع: أسرار العربية (ص ٢١٢)، شرح المفصل (٢/ ٢٢٧ وما بعدها)، الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين (٢/ ٣٦٩).