جوَّز ابن الحاجب في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ في رَمَضَانَ"(١) كون اسمها ضمير شأن، و"أجوَد" مبتدأ، و"في رمضان" حالًا سادًّا مسدَّ الخبر (٢).
وفيه نظَر من وجهين: -
أحدهما: أن الحال السادَّة مسدَّ الخبر شرطها أن لا تصلح للخبر (٣).
والثاني: أنّ ضمير الشّأن لا يخبر عنه إلَّا بجملة بُجُزْأَيْها.
***
وجملة "يُصلي" مفسِّرة لا محلّ لها من الإعراب. والجمل التي لا محلّ لها من الإعراب مذكورة في الحديث الأوّل من الكتاب.
قوله:"وراءك": ظرف مكان، تقدّمت في الثالث من "باب الصفوف".
و"ذو" هنا من الأسماء السّتة. وهي في كلام العرب على ضربين: -
أحدهما: أن تكون بمعنى "صاحب"؛ فتضاف إلى أسماء الأجناس، وهي هذه هنا، ورفعُها "الواو"، ونصبُها بـ"الألِف"، وجرُّها بـ"الياء"، على خلاف (٤). تقول:"جاءني ذو مال"، و"رأيت ذا مال"، و"مررت بذي مال". وتقدّم في الحديث الثّاني من الأوّل طرف من الكلام على "الأسماء السّتة".
(١) صحيحٌ: البخاري برقم (٦)، من حديث ابن عباس. (٢) انظر: أمالي ابن الحاجب (٢/ ٧٩٠، ٧٩١)، وفتح الباري (١/ ٣٠، ٣١). (٣) انظر: شرح ابن عقيل (١/ ٢٥٣، ٢٥٤). (٤) من العلماء من يرى أن الأسماء الستة تعرب بحركات مقدَّرة على هذه الحروف، وليس بالحروف ذاتها، وقيل غير ذلك. انظر: شرح ابن عقيل (١/ ٤٤)، وأوضح المسالك (١/ ٦٧، وما بعدها).