قال أبو حيّان:[ولا](١) يجوزُ عند البصريين أن يكُون ما بعد "إلّا" إلا مُستثنًى أو مُستثنًى منه أو تابعًا. وما وَقَع بخلافِ ذلك [قُدِّر](٢) له عَامِل.
وأجاز الكسائي أن يقع بعد "إلا" المنصوب لما قبلها (٣)، نحو:"مَا ضَرَبَ إلا زَيدٌ عَمرا"، والمخفُوض، نحو:"ما مَرّ إلَّا زَيدٌ بعَمرو"، والمرفوع، نحو:"مَا ضَربَ إلّا زَيدًا عمرو"، ووافقه ابن الأنباري في المرفوع، والأخفش في الظرف والجار والحال. (٤)
فإنْ قيل:"إلّا" لا يعملُ ما قبلها فيما بعدها، وليس مُستثنى ولا مُستثنى منه ولا [تابعًا](٨) له.
أُجيب: بأنْ يُفسّر "المسّ" بالتخييل. أو لعلّه رأى رأي الكسائي؛ فيندفع السّؤال. (٩)
(١) غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "فلا". (٢) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب). (٣) عبارة البحر المحيط (٦/ ٥٣٤): "وأجاز الكِسائيُّ أن تقع معمولا لما قبلها مَنصوبٌ، نحو: ما ضربَ إلَّا زيدٌ عَمرًا". (٤) انظر: البحر المحيط (٦/ ٥٣٤). (٥) غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "متعلقًا". (٦) انظر: الكشاف (١/ ٣٢٠). (٧) انظر: البحر المحيط (٢/ ٧٠٦). (٨) بالأصل: "بعًا". وفي (ب): "تبعًا". (٩) راجع: البحر المحيط (٢/ ٧٠٧).