ولو اقتصر على قوله:"نحْن نُعْطيه" كَفَى عن قوله: "مِن عِنْدنا"، إلّا أنّه أرَاد - صلى الله عليه وسلم - أن يُنبّه على أنّ "الهَدْي" قد خَرَج لله بنيّته وبنَحْره؛ فالذي يُعطَى للجزّار مِن عند الشّخص لا ينقصُ الهَدْي.
الحديث الخَامِس:
[٢٣٥]: عَنْ زِيَادِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ أَتَى عَلَى رَجُلٍ أَنَاخَ (٢) بَدَنَتَهُ، فَنَحَرَهَا. فَقَالَ:"ابْعَثْهَا قِيَامًا مُقَيَّدَةً، سُنَّةَ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -"(٣).
قوله:"قَالَ: رَأَيتُ": الرّؤيَة بَصَريّة؛ فتكُون جملَة "أتَى على رَجُل" في محلّ حَال مِن "ابن عُمَر"(٤). ومفعُولُ "رَأى": "ابن عُمَر". وتعَدّى "أتَى" بـ "على"؛ لأنّه تضَمّن مَعْنى "مَرّ"(٥). وجملةُ "أنَاخَ [بَدَنته"] (٦) في مَوْضِع صِفَة لـ "رَجُل".