كتاب العدة في إعراب العمدة

باب الحيض - الحديث الثاني - ج: 1 - ص: 297

وقد استغنت العَرَب في الفصيح بـ "تَرَك" عن: "وَدَع، و"وَذَر"، وعن اسم فاعليهما بـ "تَارك"، وعن اسم مفعوليهما بـ "متْروك"، وعن مصدرهما بـ "الترك". وسُمع: "وَذر" و"وَدع". (١)

[الحديث الثاني]

[٤٢]: عَن عَائِشَةَ -رضي الله عنها-، أَنَّ أُمُّ حَبِيبَةَ اُسْتُحِيضَتْ سَبْعَ سِنِينَ، فَسَأَلَتْ رَسُولَ اللهَ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ ذَلِكَ؟ فَأَمَرَهَا أنْ تَغْتَسِلَ. [فكَانَتْ] (٢) تَغْتَسِلُ لِكُلِّ صَلاةٍ (٣).

قولُه: "أُم حبيبة": تقدّم إعرابُ ما قبله. و"حبيبة": لا ينصرفُ؛ للعَلَمية والتأنيث (٤). ومحلّ "أنَّ" مع اسمها وخبرها: رفع، مفعول لم يُسمّ فاعله لـ "رُوي".

وقوله: "سَبع سنين": ظرْفٌ، ومخفُوض به؛ لأنّه عَدد زَمَان، وعَددُ الزمان ظَرفٌ كاسمه، وما أُضيف إليه. (٥)

و"سنين": جمعُ "سَنة". و"سَنة" أصله: "سنوة"؛ لقولهم: "سنوات". ويجُوز أنْ تكُون "الهاء" أصْلًا، ويكُون أصله: "سنهة"؛ لقولهم: "سنة" "سَنهَا [ت] (٦) "

---

= لابن الملقن (٢/ ١٨٢)، النظم المستعذب (١/ ٤٥)، تهذيب الأسماء واللغات للنووي (٣/ ٧٦)، المصباح (١/ ١٥٩).
(١) انظر: البحر المحيط لأبي حيَّان (١٠/ ٤٩٦)، الكتاب لسيبويه (٤/ ٦٧)، إسفار الفصيح (١/ ١٨٥، ٢٣٠، ٥٦٩)، شرح التصريح (٢/ ٤١)، الهمع للسيوطي (٣/ ٢٢)، جامع الدروس العربية (١/ ٦٤).
(٢) كذا بالنسخ. وفي "العُمدة" (ط الثقافة، ص ٥٠): "قالت: فكانت".
(٣) رواه البخاري (٣٢٧) في الحيض، ومسلم (٣٣٤) (٦٤) في الحيض.
(٤) راجع: المفصل (ص ٣٥)، شرح الكافية الشافية (١/ ٢٥٢)، اللمحة (٢/ ٧٥٨)، جامع الدروس العربية (٢/ ٢٣١).
(٥) انظر: تفسير ابن عرفة (١/ ٨٥).
(٦) سقط من النسخ. والمثبت من المصادر. انظر: البحر المحيط (٢/ ٦٢٣)، شرح شذور =