بخلاف ما تقدَّم في "الطور"، وقد تقدَّم الكلام عليه.
قوله:"فما سمعت أحدًا أحسن صوتًا": "ما" نافية، وتقدّم الكلام عليها في الحديث الأوّل من "باب التيمم"، و"سمع" في أوّل [حديث](١)، و"أَحَد" في الحديث الثّاني من الأوّل، و"أفعل التفضيل" في الأوّل من "الصّلاة".
و"صوتًا" هنا منصوبٌ على التمييز، وكذلك "قراءة"، وامتنع الجر بالإضافة إلى أفعل؛ لأنه من غير الجنس، وقد تقدَّم قريبًا.
قوله:"مِنْه": يتعلّق بـ"أحسن"، و "من" معه للتبعيض.
و"أوْ" هنا للشّك من الرّاوي، أو تكُون بمعنى "الواو". وتقدّمت "أو" في الثّالث من "باب السّواك".
[الحديث الخامس]
[١٠٠]: عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّةٍ، وكَانَ يَقْرَأُ لأَصْحَابِهِ فِي صَلاتِهِمْ، فَيَخْتِمُ بـ"قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ"، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: سَلُوهُ لأَيِّ شَيْءٍ يصنَع ذَلِكَ؟ فَسَأَلُوهُ. فَقَالَ: لأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ [بِهَا](٢). فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللهَ تَعَالَى يُحِبُّهُ". (٣)
قوله:"بعث رجُلًا": جملة في محلّ خبر "أنَّ"، و"على سريّة"، متعلّق بـ"بعث"، ولا يصح أن يتعلّق بصفة لـ"رجل" لفساد المعنى، ولا بحال لأنَّ "رجلًا" نكرة. ولم يقل:"في سرية" لأنّ "على" تفيد معنى الاستعلاء، وهو المتقدّم عليهم والآمِر فيهم.
قوله:"وكان يقرأ لأصحابه": جملة معطوفة على "بعث". وخبر "كان"، في جملة
(١) بالنسخ: "الحديث". (٢) سقط من الأصل، وإثباتها من المتن المطبوع. (٣) رواه البخاري (٧٣٧٥) في التوحيد، ومسلم (٨١٣) في صلاة المسافرين.