قوله:"وأشياء من الزرع": تقدّم الكلام على "شاء"، و"شئت"، ومادتهما، في السّادس من "الإمامة"، و"شيء" في الثّاني من "المرور".
وأمّا "أشياء": فلا تنصرف للتأنيث اللازم. ومذهب سيبويه فيها والخليل أنها اسم جمع، كـ "طرفاء"، و"حلفاء"، وأصلها "شيئاء"، من مادة "شيء"، ثم قلب فصار:"أشياء"، على وزن ["لَفْعَاء"] (٢). وذهَب الكسائي وأبو حاتم إلى أنه جمع:"شيء"، كـ "بيت"، و"أبيات". وقال الفرّاء والأخفش: هو جمع على وزن "أفعلاء"، كما قالوا:"أهوِناء" في جمع "هَيْن" المخفّف من "هَيِّن". وقال الأخفش: ليس مخففًا، بل هو "فعل" جمع على "أفعلاء".
قال أبو البقاء: وفي هذه المسألة كلام كثير، محلّه كتب التصريف (٣).
[فائدة]
قال سيفُ الدولةِ ليلةً: هل تعرفُون اسمًا ممدودًا جُمع مقصورًا، كما يأتي العكس، كـ "رَحًى"، و"أَرْحاء"؟
فقال قائل: حرفين، ولا أقولهما إلّا بألف دينار. فقال: لك ذلك. فقال:"صحراء" و"عذراء"، و"صحارى" و"عذارى".
فقال أحمد بن نصر: وثالث: "حلفاء"، و"حلافى".
فقيل له:"حلفاء" جمع "حَلِفَة"، وإنما سألنا عن واحد.
فقال الفارسيّ: أنا أعرف حرفًا: "أشياء"، و"أشاوَى".
(١) انظر: الصّحاح (١٦/ ٥٤). (٢) بالنسخ: "تفعاء"، والمثبت من "التبيان" لأبي البقاء. (٣) انظر: التبيان في إعراب القرآن لأبي البقاء (١/ ٤٦٣، ٤٦٤)، والإنصاف في مسائل الخلاف (٢/ ٦٧٠، ٦٧١).