و"بين": ظرف مكان، وتقدّم الكلام عليها وعلى مواضعها وحكمها إذا اتصل بها "ما" في الثالث من "باب السواك".
والعامل في "بين": "أرمينّ". و"بها" يتعلّق به أيضًا. أو تكون "بين" في محلّ حال من الضّمير في "بها"، أي:"لأرمينّ بها كائنة بين أكتافكم"، فتتعلق "بين" بصفة لحال محذوفة، أي:"لأرمينّ بها سُنَّةً -أو كلمةً- كائنة بين أكتافكم".
ويُروى:"بَيْنَ أكْنَافِكُم" بالنّون، رواها يحيى بن يحيى في "الموطأ"(١).
قال الشّيخ تقيّ الدّين (٢): معنى ذلك: أني أقولها لكُم، وأصرّح بها بينكم، وأوجعكم بالتوبيخ على ترْك ما رُغِّب فيه من ذلك، كما يُرمى بالشيء فيضرب به بين الكتفين (٣).
قلت: وأمّا رواية "الموطأ": فمعناها: "لأرمين بها بينكم فيما بين جوانبكم". و"الكنف": "الجانب"(٤).
(١) انظر: الموطأ (٤/ ١٠٧٨). (٢) انظر: ليس هذا القول في "إحكام الأحكام"، وإنما هو في "رياض الأفهام"، فلعل لفظ "تقي الدين" كتب بدلًا من "تاج الدين". واللَّه أعلم. (٣) انظر: رياض الأفهام (٤/ ٤٨٩)، إرشاد الساري (٤/ ٢٦٦). (٤) انظر: الصحاح (٤/ ١٤٢٤). (٥) رواه البخاري (٢٤٥٣) في المظالم، ومسلم (١٦١٢) في المساقاة.