تقدّم الكلام على "الحادي" و"الثّاني" في "باب الصّلاة".
قوله:"قيد شبر": إشارة إلى ما يكون بين الشيئين، يقال:"قيد رمحٍ"، و"قيد شبرٍ"، و"قاد رمحٍ"(١). وهو منصوبٌ على المفعولية. والتقدير:"من ظلم الناس قيد". فـ "قيد" مفعول ثانٍ لـ "ظلم" على التضمين، ضُمِّنَ معنى "نقص" أو "غصب".
وقيل: ["ظلم"] (٢) هنا متعدٍّ إلى واحد، و"قيد شبر" نعت لمصدر محذوف، أي:"ظلم الناس ظلمًا قيد"، كما تقول:"لا أظلم قليلًا ولا كثيرًا"، أي:"ظلمًا قليلًا وكثيرًا".
و"القاف" فيه مكسُورة، يُقال:"قِيد" و"قَاد"(٣).
قوله:"من الأرض": يتعلّق بصفة لـ "شبر"؛ فيكون في محلّ جر.
قوله:"طوقه": مبني لما لم يُسمّ فاعله، وهو جوابُ "مَن" الشرطية، وفيه ضمير مرفوع قائم مقام الفاعل يعود على "مَن". وأصل بناء الفعل:"طوَّقَهُ اللَّه القيد"، فحذف الفاعل، وأقيم المفعول مقامه، وهو الضّمير العائد على "من".
قوله:"من سبع أرضين": يتعلّق بـ "طوقه".
و"أرضين": جمع "أرض". و"الأرض" مؤنثة، ولذلك سقطت العلامة من عَدَدها.
وعلامة الجر في "أرضين": "الياء"؛ لأنه حمل على جمع المذكّر السالم، كما حمل عليه "سنون"، و ["أولو"] (٤) و"عشرون".
(١) انظر: الصحاح (٢/ ٥٢٩). (٢) غير واضحة بالأصل، والمثبت من (ب). (٣) انظر: الصحاح (٢/ ٥٢٩). (٤) بالأصل: "وألوا"، وفي (ب): "والواو"، والمثبت من المصدر.