[٩٦]: عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ - رضي الله عنه -، أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"لا صَلاةَ لِمَنْ [لا](١) يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ"(٢).
قوله:"لا صَلاةَ": تقَدّم الكَلامُ على "لا"، واسمها المبني معها، في الحديث الأوّل من "باب التيمم".
و"لمن" تتعلّق بالخبر، أي:"لا صَلاة صحيحة - أو كاملة - لمن". ولا تُقدَّر:"موجودة"؛ لأنَّ فيه نفي الماهية، وليس هذا [محَلّ](٣) نفيها. (٤)
ولا تتعلّقُ "لمن" بـ "صَلاة"؛ لأنه لو تعَلّق به كان اسمُ "لا" منْصوبًا، كما قيل في قوله تعالى:{لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ}[هود: ٤٣]، وكَذا قَولهم:"لا خَيرًا مِن زَيد"، و {لَا رَيْبَ فِيهِ}[البقرة: ٢].
ولا يتعلّقُ شيء مِن هَذه المجرورات [ق ٧٣] باسْم "لا"؛ لأنها غير مُنَوّنة، خِلافًا لمن أجَاز ذلك. (٥)
(١) بـ"العُمدة"، المطبوعة (ص ٧٩): "لم". (٢) رواه البخاري (٧٥٦) في الأذان، ومسلم (٣٩٤) في الصلاة. (٣) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب). (٤) انظر: شرح البخاري لابن بطال (٢/ ٣٦٩، ٣٧٠)، إرشاد الساري (١/ ٥١٠)، شرح النوويّ (٤/ ١٠٢)، شرح سنن أبي داود للعيني (٣/ ٥٠٤)، نخب الأفكار للعيني (٦/ ١٩٥)، فيض القدير للمناوي (٦/ ٤٢٨)، التيسير بشرح الجامع الصغير للمناوي (٢/ ٥٠٠)، مرعاة المفاتيح (٣/ ١٠٥). (٥) انظر: تفسير القرطبي (٩/ ٣٩)، التبيان في إعراب القرآن (٢/ ٧٠٠)، الدر المصون (٦/ ٣٣٢، ٥٥٥)، اللباب في عُلوم الكتاب (١٠/ ٤٩٦)، (١١/ ٢٠٥ وما بعدها)، إعراب القرآن وبيانه (٤/ ٣٥٧)، شرح المُفصل (٢/ ٥٧، ٩٢ وما بعدها).