للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالسلام)؛ لحديث أبي هريرة مرفوعا: «لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام، فإذا لقيتم أحدهم في الطريق فاضطروهم إلى أضيقها» رواه الترمذي. فإن كان معهم مسلم نوى بسلامه المسلم. (و) يحرم بداءتهم (بـ: «كيف أصبحت» أو) ب: «كيف (أمسيت») أ (و: «كيف أنت» أو:) «كيف (حالك») نص عليه الإمام. قال في رواية أبي داود: «هذا عندي أكبر من السلام» (١). وقال الشيخ تقي الدين ابن تيمية: «يجوز أن يقال له: أهلا وسهلا، وكيف أصبحت ونحوه» (٢). ويجوز أن يقال للذمي: «أكرمك الله، وهداك الله» - يعني: بالإسلام، وأن يقال: «أطال الله بقاءك وأكثر مالك وولدك» قاصدا بذلك كثرة الجزية. وإن أراد المسلم أن يكتب للكافر كتابا كتب فيه: «سلام على من اتبع الهدى».

(وتحرم تهنئتهم وتعزيتهم وعيادة) مرضا (هم) وشهادة أعيادهم. والنهي عن ذلك؛ لأنه في معنى النهي عن السلام في حديث أبي هريرة المتقدم. (ومن سلم على ذمي) يظنه مسلما (ثم علمه) ذميا (سن) للمسلم (قوله) للذمي: («رد علي سلامي»)؛ لما روي عن ابن عمر: أنه مر على رجل فسلم عليه فقيل له: إنه كافر. فقال: رد علي ما سلمت عليك فرد عليه. فقال: «أكثر الله مالك وولدك»، ثم التفت إلى أصحابه فقال: «أكثر للجزية» (٣). (وإن سلم


(١) نقله عنه الخلال في أحكام أهل الملل ٣٨٨.
(٢) ذكره في الإقناع ٢/ ٤٨.
(٣) أخرجه البخاري في الأدب المفرد برقم (١١١٥)، والبيهقي في الشعب برقم (٨٩٠٦).

<<  <   >  >>