كتاب مسلك الراغب لشرح دليل الطالب - ت تركي النصر

(كتاب الجهاد) - (فصل) - ص: 733

(وَلِلْفَارِسِ) الذي (عَلَى فَرَسٍ هَجِينٍ) وهو ما أبوه فقط عربي (١)، أو «مُقْرِفٌ»، وهو ما أمه فقط عربية (٢)، وللفارس الذي على فرس «بِرْدَوْنٍ» - بكسر أوله - وهو ما كان أبواه نِبْطِيَّانِ (٣) (سَهْمَانِ) سهم للفارس، وسهم لفرسه. (و) للفارس الذي (عَلَى فَرَسٍ عَرَبِيٍّ) ويسمى «العتيق» - قاله في المطلع وغيره - لخلوصه وتفاسته (٤) (ثَلَاثَةٌ) أسهم، سهم للفارس، وسهمان لفرسه؛ لحديث مكحول: «أن النبي ﷺ أعطى الفرس العربي سهمين، وأعطى الهجين سهماً» رواه أبو داود (٥)، ولحديث ابن عمر: «أن النبي ﷺ أسهم يوم خيبر للفارس ثلاثة أسهم، سهمان لفرسه، وسهم له» متفق عليه (٦). وإن غزا اثنان على فرس، فالسهم بينهما، وسهم الفرس على قدر ملكهما. (وَلَا يُسْهَمُ لِغَيْرِ الخَيْلِ)؛ لأنه لم ينقل عنه ﷺ أنه سهم لغير الخيل، ولم تخل غزَاةٌ من غزواته من الإبل، وهي غالب دوابهم، ولو أسهم لها النُقِلَ، وكذا

---

(١) وأمه بِرْذَوْنَةٌ؛ أي: غير عربية. انظر: تاج العروس ٢٤/ ٢٥٣.
(٢) وأبو غير عربي. انظر: النهاية في غريب الحديث ٢/ ٤٤١.
(٣) وهو عظيم الخيل، غليظ الأعضاء، قوي الأرجل، عظيم الحوافر. والجمع: براذين. انظر مادة (بردن)، تهذيب اللغة ١٥/ ٤٢، المصباح المنير ٤٥.
(٤) وسمي عتيقاً؛ لنجابته، وسرعته، وخيرته على سائر الخيل التي فيها أصل عرق غير عربي. وانظر: الصحاح ٤/ ١٥٣٢، القاموس المحيط ١١٧٠، المخصص ٢/ ١٠٤.
(٥) أخرجه في المراسيل برقم (٢٧٥)، رواه البيهقي برقم (١٣٢٦٢).
(٦) صحيح البخاري برقم (٤٢٢٨)، ومسلم برقم (١٧٦٢).