نفسه (١)، ووجهه: أنَّ أصل العَقِّ القطع، ومنه: عق والديه إذا قاطعهما، والذبحُ: قطعُ الحُلْقُوم (٢)، والمريء (٣)، والوَدَجَين (٤). انتهى. وقيل: العقيقة الطعام الذي يُصنعُ ويُدعَى إليه من أجل المولود. (وَهِيَ) أي: العقيقةُ (سُنَّةٌ) مؤكَّدةٌ (في حَقِّ الأَبِ، وَلَوْ) كانَ (مُعْسِراً). قال الإمام أحمد: «العقيقة سنة عن رسول الله ﷺ، قَدْ عَقَّ عنِ الحَسَنِ وَالحُسَينِ (٥)، وفعَلَهُ أصحابه» (٦)، وقال ﷺ:«الغُلَامُ مُرْتَهَنٌ بِعَقِيْقَتِهِ»(٧). ومن جعلها من أثر الجاهلية فلأنه لم يبلغه ما ورد فيها من الأحاديثِ (٨). (فَعَنِ الغُلَامِ شَاتَانِ) متقاربتانِ سنّاً وشبهاً، (وَعَنِ الجَارِيَةِ) أي: الأنثى (شَاةٌ)؛ لحديث أم كُرْزِ.
(١) انظر: مسائل الإمام أحمد برواية أبي داود ٢٥٦. (٢) الحلقوم: هو الحلق، وهو تجويف خلف تجويف الفم، طرفه الأسفل في الرئة، وطرفه الأعلى في أصل عكدة اللسان، وهو مخرج النفس والريح والبصاق والصوت والسُّعال، وموضع الذبح. انظر مادة: (حلقم)، لسان العرب ١٢/ ١٥٠. (٣) المريء: هو رأس المعدة والكرش اللازق بالحلقوم، وهو مجرى الطعام والشراب، والجمع: أمرئة ومُرُء. انظر مادة: (مرأ)، المحيط في اللغة ١٠/ ٢٨٠، المصباح المنير ٤٦٥. (٤) وهما عرقان في العنق، ممتدان من الرأس إلى السحر، محيطان بالحلقوم، على جانبي ثغرة النحر، والجمع: أوداج. انظر مادة: (ودج)، المحكم ٣/ ٣٣٢، تاج العروس ٦/ ٢٥٦. (٥) أخرجه أبو داود برقم (٢٨٤١)، والنسائي برقم (٤٢١٣). (٦) انظر: سنن أبي داود حديث برقم (٢٨٤٣)، والبيهقي برقم (١٩٧٦٢). (٧) سيأتي تخريجه. (٨) انظر: تحفة المودود لابن القيم ٤٥.