البقيع (١) ومن فيه من الصحابة والتابعين والعلماء والصالحين، ويزور ويسلّم على أهل البقيع عُمُوماً مع كثرة الاستغفار لهم ولسائر المؤمنين. ويستحبُّ أن يزور جبل أحدٍ، ويصلي في واديه ويزور به عم النبي ﷺ الحمزة - رضي الله تعالى عنه -، ثم مصعب بن عمير، ثم بقية الشهداء، ويتلو قوله تعالى: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَنْ يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ [الأحزاب: ٢٣]. ويستحبُّ أن يصلي في كل مسجد صلَّى فيهِ رسول الله ﷺ(٢)، وأن يزور، ويصلي في الآثار التي له ﷺ ولأصحابه - رضي الله تعالى عنهم أجمعين (٣).
فإذا أراد الخروج من المدينة المشرفة رجع إلى المسجد النبوي وصلَّى فيه ركعتين، وعاد إلى قبر النبي ﷺ فودع، وأعاد الدعاء. قاله في «المستوعب»، قال:«ويعزم على أن لا يعود إلى ما كان عليه قبلَ حَجَّهِ مِنْ عَمَلٍ لا يُرضِي». ويسن أن يقول عند منصرفه من حجه متوجهاً إلى بلده: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ
(١) وهو مقبرة المدينة الوحيدة منذ عهد الرسالة إلى هذا اليوم، يقع شرقي المسجد النبوي، على شكل مستطيل مسور من جميع النواحي. انظر: وفاء الوفا ٤/ ١١٥٤، مرآة الحرمين ٤٢٥، آثار المدينة المنورة ١٧٤. (٢) كمسجد الفتح، ومسجد القبلتين، ومسجد بني عبد الأشهل، ومسجد بني عضية، ومسجد بني حارثة وغيرها. انظر: مثير العزم الساكن ٢/ ٣١١. (٣) كالأبيار التي شرب منها والأماكن التي جلس فيها رسول الله ﷺ. كما روي عن سعيد بن المسيب قال: «وددت لو تركوا لنا مسجد نبينا على حاله وبيوت أزواجه ومنبره ليقدم القادم فيعتبر». انظر: مثير العزم الساكن ٢/ ٣١٣.