ثم ينزل منَ الصَّفَا، فيمشي حَتَّى يبقى بينه وبين العلم (٢) ستة أذرع، فيسعى ماش سعياً شديداً ندباً إلى الميل الأخضر (٣)، ثمَّ يمشي حَتَّى يرقى المروة - ندباً -، فيستقبل القبلة، ويقول ما قاله على الصَّفَا. ويجب استيعاب ما بين الصفا والمروة، فيلصِقُ عقبه بأصْلِهِما (٤). ثم ينزلُ، فيمشي في موضع مشيه، ويسعى في موضع سعيه إلى الصفا، يفعله سبعاً، ذهابه سعيةً، ورجوعه أخرى. فإن بدأ
(١) أخرجه البيهقي برقم (٩٦١٤ - ٩٦١٥). (٢) العلم: هو أسطوانة كانت حذاء المنارة، طولها ثلاثة أذرع، مبنية في حد المنارة، ملبسة فُسَيفِسَاء أخضر، وفيها لوح بعرض ذراع مكتوب فيه بالذهب، فوقه طاق من ساج، ويقابله من الجهة الأخرى للمسعى: العلم عند دار ابن عباد. انظر: أخبار مكة للفاكهي ٢/ ٢٤٢. (٣) وهو العلم الذي كان على باب المسجد الحرام، طوله عشرة أذرع، منها أسطوانة مبيضة قدر ستة أذرع، وأسطوانة فوقها طولها ذراعان، ملبسة فسيفساء، أخضر، ويقابله من الجهة الأخرى للمسعى: العلم الذي عند دار العباس، وبينهما خمسة وثلاثون ذراعاً، وهو عُرض المسعى. وما بين العلمين: هو الوادي الذي يُسْعَى فيه. وكان منحدراً يجبر الساعي على الإسراع. انظر: أخبار مكة للفاكهي ٢/ ٢٤٣، الكعبة المعظمة والحرمان الشريفان ١٩٠. (٤) تقدمت هذه المسألة في باب أركان الحج وواجباته.