إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، وَدَعَوْتُ فِي صَاعِهَا وَمُدِّهَا بِمِثْلَيْ مَا دَعَا إِبْرَاهِيمُ لِأَهْلِ مَكَّةَ». متفق عليه (١)، ولحديث أنس: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «المَدِينَةُ حَرَمٌ مِنْ كَذَا إِلَى كَذَا، لَا يُقْطَعُ شَجَرُهَا». متفق عليه (٢)، ولحديث مسلم (٣): «لَا يُخْتَلَى خَلَاهَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ». و «المدينة»: من الدِّينِ، بمعنى الطاعة، أو بمعنى الملكِ؛ لأنه دينُ أهْلِهَا، أي: ملكهم، يقال: فلان في دين فلان، أي: ملكه وطاعته. وتسمى أيضاً «طابة» و «طيبة». والأولى: أن لا تسمى «يثرب»؛ لما فيه من التثريب، وهو التغيير والاستقصاء في اللوم. وما وقع في القرآن العزيز فهو حكايةٌ لمقال المنافقين. و «يثرب» في الاسم: اسم لرجل من العمالقة بنى المدينة، فسميت به، وقيل: اسم أرضها. ذكره في حاشية «الإقناع»(٤).
فلو صاد بين حرم المدينة صيداً، فذبحه، صحت تذكيته. جزم به في «الإقناع». قال القاضي:«تحريم صيدها يدلُّ على أنه لا يصح ذكاته»(٥). ويجوز أخذُ ما تدعو الحاجة إليه من شجرها لرحل البعير - وهو أصغر من القَتبِ -، وللقتب، وعوارضه (٦)، ولآلة
(١) أخرجه البخاري برقم (٢١٢٩)، ومسلم برقم (١٣٦٠). (٢) أخرجه البخاري برقم (١٨٦٧)، ومسلم برقم (١٣٦٦). (٣) صحيح مسلم برقم (١٣٦٧). (٤) حواشي الإقناع ١/ ٤٤١. (٥) نقله عنه ابن مفلح في الفروع ٦/ ٢٢، وابن النجار في شرح المنتهى ٣/ ٣٧٨. (٦) العوارض جمع عارضة، هي الخُشب التي يُعرَّش فوقها. انظر: الإفصاح في فقه اللغة ٢/ ١١٣٢.