تتمة: روى الإمام أحمد رضي الله تعالى عنه، عن النبي ﷺ أنه قال:«المؤمن يموت بعرق الجبين»(١)، فعرق الجبين دليل موت العبد على الإيمان، قال الترمذي: قال عبد الله: «إن المؤمن تبقى عليه خطايا من خطاياه، فيجازى بها عند الموت، فيعرق لذلك جبينه»(٢) حياء من الله؛ لما اقترف من مخالفته؛ لأن ما سفل منه قد مات، وإنما بقيت قوى الحياة وحركتها فيما علا، والحياء في العينين، والكافر في عمى عن هذا كله. والموحد المعذب في شغل عن هذا بالعذاب الذي قد حلَّ به. وقد أوردت غير هذا مما ورد في كتابي «حقائق العيون الباصرة»(٣)، فراجعه إن أردت إحاطة.
وعن عبد الله بن بريدة (٤)، [عن أبيه](٥)، أن رسول الله ﷺ قال:«موت المؤمن عرق الجبين»(٦)، وعن سلمان الفارسي قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «ارقبوا الميت عند موته ثلاثاً: إن رشحت جبينه، وذرفت عيناه، وانتشر مَنْخِراه، فهي رحمة من الله قد
(١) مسند أحمد برقم (٢٢٩٦٤)، والترمذي برقم (٩٨٢)، وقال: «هذا حديث حسن». (٢) نوادر الأصول ١/ ٤١٤. (٣) نوادر الأصول ١/ ٤١٣. (٤) هو: قاضي مرو، وعالم خراسان، أبو سهل، عبد الله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي المروزي ﵀، ولد لثلاث سنين خلون من خلافة عمر ﵁، حدث عن أبيه، وعائشة، وأبي موسى الأشعري ﵁. مات سنة خمس عشر ومائة، وعمره مائة سنة. انظر: تذكرة الحفاظ ١/ ١٠٢، طبقات الحفاظ ص ٤٧. (٥) ما بين المعقوفتين من مصادر التخريج. (٦) أخرجه أحمد برقم (٢٢٩٦٤) وتقدم آنفاً تتمة تخريجه.