«حاشيته على الجامع الصغير»: «أما إذا كان المحتضر كافراً، فينبغي الجزم بتلقين الشهادتين؛ لأنه لا يصير مسلماً إلا بهما. ولا يقول في التلقين: قل، بل يقول بحضرته؛ ليسمع التلقين، فيقولها، إلا أن يكون كافراً، فيقول له: قل، كما قال النبي ﷺ لعمه أبي طالب (١)، وللغلام اليهودي» (٢). انتهى.
(ولم يزد) على المرة (إلا إن) لم يُجِب، أو (يتكلم) بعدها، فيعاد التلقين؛ ليكون آخر كلامه لا إله إلا الله؛ لقوله ﷺ:«من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة»(٣).
(و) يسن أن (يقرأ) عنده (الفاتحة) نص عليه (و) يقرأ أيضاً
جلال الدين السيوطي، ومن المدرسين بجامع الأزهر، له الكوكب المنير بشرح الجامع الصغير، ومختصر إتحاف المهرة، وملتقى البحرين. توفي سنة تسع وستين وتسعمائة. انظر: شذرات الذهب ٨/ ٣٣٨، الأعلام ٦/ ١٩٥.
(١) عن ابن المسيب، عن أبيه: «أن أبا طالب لما حضرته الوفاة، دخل عليه النبي ﷺ، وعنده أبو جهل، فقال: أي عم، قل لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله … » متفق عليه. صحيح البخاري برقم (٣٦٧١)، ومسلم برقم (٢٤). (٢) عن أنس ﷺ قال: «أن غلاماً يهودياً كان يضع للنبي ﷺ وضوءه، ويناوله نعليه، فمرض، فأتاه النبي ﷺ، فدخل عليه وأبوه قاعد عند رأسه، فقال له النبي ﷺ: يا فلان، قل لا إله إلا الله، فنظر إلى أبيه، فسكت أبوه، فأعاد عليه النبي ﷺ، فنظر إلى أبيه، فقال أبوه: أطع أبا القاسم، فقال الغلام: أشهد أن لا إله الا الله، وأنك رسول الله، فخرج النبي ﷺ وهو يقول: الحمد لله الذي أخرجه بي من النار» أخرجه أحمد برقم (١٢٧٩٢) واللفظ له. والبخاري برقم (١٢٩٠). (٣) هو من حديث معاذ بن جبل ﷺ أخرجه أبو داود برقم (٣١١٦)، وأحمد برقم (٢٢٠٣٤).