للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يطيب نفسه؛ إدخالاً للسّرور عليه، ولا يطيل الجلوس عنده. وتكره العيادة وسط النهار. ويعاد المريض بكرةً، وعشياً؛ لما فيه من تكثير صلاة الملائكة (١)، وفي رمضان ليلاً؛ لأنه أرفق بالعائد.

ويستحب للعائد أن يذكر المريض بالتوبة؛ لأنها واجبة على كل حال، ويذكره الوصية، والخروج من المظالم، ويرغبه في ذلك، ويدعو للمريض بالصلاح، والعافية. ولا بأس بوضع يده عليه، وبرقاه، فيقول: «أذهب البأس، رب الناس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً». ويقول سبع مرات: «أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن يشفيك، ويعافيك».

واعلم أن التوبة لا تقبل حال الغرغرة؛ لقوله : «إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر» (٢). أي: تبلغ الروح الحلق. والحكمة في ذلك، قال في الآداب الشرعية: «لأن الروح تكون فارقت القلب، فانقطع القصد والنية» (٣).

تتمة: يسن طلب الدعاء من المريض؛ لما رواه ابن ماجه، عن ميمون بن مهران، عن عمر - ولم يدركه - مرفوعاً: «سلوه الدعاء؛ فإن دعائه كدعاء الملائكة» (٤).

ولا بأس بإخبار المريض بما يجده من الوجع، بلا شكوى،


(١) انظر: سنن أبي داود حديث برقم (٣٠٩٩).
(٢) أخرجه الترمذي برقم (٣٥٣٧)، وقال: «هذا حديث حسن غريب»، والترمذي برقم (٢٨٠٢).
(٣) بمعناه. الآداب الشرعية ١/ ١٦٧.
(٤) سنن ابن ماجه برقم (١٤٤١) ولفظه: «إذا دخلت على مريض فمره أن يدعو لك؛ فإن دعاءه كدعاء الملائكة».

<<  <   >  >>