واعلم أنّ "الثّامنة" في الحديث صِفَة لمحذُوف تقديره: "الغَسْلَة الثّامنة"، وهو [هنا](٣) اسم الفَاعِل من فعله، وهو "ثمن"، كـ"خامس""خمس"، و"رابع" من "ربع"، ولذلك يجب أن يُذكَّر مع المذكّر، ويُؤَنّث مع المؤنّث.
الثاني: أن تستعمله مع أصله ليُفيد أنّ الموصوف به بعض العَدد؛ فتقول:"خامس خمسة"، "ثامن ثانية"، أي:"بعض المعدود". ويجب إضافته إلى أصله، قال تعالى:{ثَانِيَ اثْنَيْنِ}[التوبة: ٤٠].
الثالث: أن يضاف إلى ما هو دون أصله ليفيد معنى التصيير؛ فتقول:"هذا رابع ثلاثة"، أي:"جاعل الثلاثة أربعة"، وكذلك:"ثامن سبعة"، أي:"مصير السبعة ثمانية"، قال تعالى:{مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ}[المجادلة: ٧]، ويجوز حينئذٍ إضافته وإعماله.
كما يجوز الوجهان في جاعل ومُصيّر، فيقرر بذلك أن أصل "ثامن": "ثمانية" إن كان فعله "ثمن".
ولفظ "ثمان" من الأسماء المنقوصة، آخره "ياء"، قبلها كسرة، وقد تكرّر ذلك
(١) انظر: إحكام الأحكام (١/ ٢١٨)، وحاشية الصنعاني على إحكام الأحكام (١/ ١٦١)، وشرح العيني على أبي داود (١/ ١٣٢). وانظر معنى "البرا" في: الصّحاح (٦/ ٢٢٧٩)، والمحكم، لابن سيده (١٠/ ٣٥٧)، ومشارق الأنوار (١/ ٨٢). (٢) كتب بالهامش أمامها: "بلغ مقابلة". (٣) غير واضحة بالأصل. وسقط من (ب).