فأمّا حَذْفُه وجُوبًا: فتقَدّم في الرّابع عَشر مِن "الجنَابة".
وأمّا وجُوبُ إثباته: فهو إذا كَان "مَا"(٢) التعجّبية، نحو:"مَا أحْسَن زيدًا"، ولا يجوزُ حَذْفها؛ لأنّ التعَجّبَ جَرى مجرَى المعتلّ، فلا يتغَير، وكذا كُلّ مُبتدأ لو حُذف لم يكُن عليه دَليل. (٣)
وأمّا الذي أنْت فيه بالخيار: فكُلّ مُبتدأ إذا حُذف كَان له ما يدلُّ عليه، كقولك:"المسك" إذا شَمَمت رائحة، و"الهلال" إذا رَأيته، ويجُوزُ إظهاره مع ذلك. (٤)
إذا ثبت ذلك: فجُملة "أنَا" المقَدّر وخَبره في محلّ نصب بالقول.
قوله:"قَالَ": أي: "النبي - صلى الله عليه وسلم -": "خُذْ هذا" تقَدّم الكَلام على "أخَذ" في السّادس مِن "الاستطابة".
وأصْلُ الأمْر منه:"أُؤْخُذْ"، واستُثقِلت الهمزتان، فحُذفت الأولى، ثم حُذفت
(١) انظر: شرح الكافية الشافية (١/ ٣٥٣)، شرح ابن عقيل (١/ ٢٤٤ وما بعدها)، شرح التصريح (١/ ٢٢١ وما بعدها)، توضيح المقاصد والمسالك (١/ ٤٨٥)، دليل الطالبين لكلام النحويين (ص ٤١). (٢) أي: إذا كان المبتدأ هو "ما" التعجبية. (٣) انظر: شرح الكافية الشافية (١/ ٣٥٣، ٣٥٨)، شرح التسهيل (١/ ٢٩٣)، شرح المفصل (١/ ٢٣٩)، (٥/ ١١٨)، أوضح المسالك لابن هشام (١/ ٢١٣ وما بعدها)، مغني اللبيب (ص ٧٨٧، ١١٥، ٨٢٢). (٤) انظر: شرح الكافية الشافية (١/ ٣٥٣)، شرح التسهيل (١/ ٢٨٦)، شرح المفصل لابن يعيش (١/ ٢٣٨ وما بعدها)، (٤/ ٤٠١)، شرح الأشموني (١/ ٢٠٥ وما بعدها)، شرح ابن عقيل (١/ ٢٤٤ وما بعدها)، أوضح المسالك (١/ ٢١٣ وما بعدها)، همع الهوامع للسيوطي (١/ ٣٩٠ وما بعدها).