قلت: وقيل: "التي تصكّ رأسها ووجهها". ذكره صاحب "النهاية"(١).
قوله:"بَرِئ": جملة من فعل وفاعل، [في](٢) محل خبر "أنَّ".
ومصدر "برئ": "براءة"، ويقال:"برئت من المرض"، "بُرءًا"، بالضم، وأهل الحجاز يقولون:"بَرَأْتُ من المرض"، "بَرْءًا"، بالفتح فيهما، ويقال:"تَبَرَّأْتُ من كذا"، و"أنا بَراء منه"، و"خَلاء منه"، بالفتح.
ولا يُثَنَّى ولا يُجمع لأنه مصدر، فإذا قلت:"أنا بريء منه"، و"خَليٌّ منه"، ثنَّيتَ وجمعتَ وأنّثت، فقلت في الجمع:"نحن بُرآء"، مثل:"فقيه وفقهاء"، و"بِراء" مثل "كريم وكِرام"، و"أبراء" مثل "شريف وأشراف"، و"أبرياء" مثل "نصيب وأنصباء"، و"بَرِيئون"، وامرأة "بريئة"، وهما "بريئان"، وهن "بريئات" و"بَرَايا". ذكره صاحب "الصحاح"(٣).
قوله:"من الصالقة": متعلق بـ "برئ"،
قال ابن الأثير:"الصالقة" و"السالقة": هي التي تصرخ عند المصبية وتصيح، و"الحالقة": التي تحلق شعرها. و"الشاقة": التي تشق ثوبها (٤).
و"من" يتعلق بـ "برئ" فهي في محل نصب، كهي في قوله تعالى:{أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[التوبة: ٥].
والألف واللام في "الصالقة"، و"الحالقة"، و"الشاقة" موصولة بمعنى
(١) انظر: النهاية لابن الأثير (٢/ ٣٩١)، مشارق الأنوار (٢/ ٤٤)، الإعلام لابن الملقن (٤/ ٤٨٤). (٢) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب). (٣) انظر: الصحاح (١/ ٣٦). (٤) انظر: النهاية لابن الأثير (١/ ٤٢٧)، (٢/ ٣٩١)، (٣/ ٤٨)، جامع الأصول (١١/ ١٠٢)، إرشاد الساري (٢/ ٤٠٩).