وقد شُبّه هذا [النوع](١) بما فاؤه "واو" أو "يَاء"؛ فتجيء [بها](٢) مُشَدّدة قبل "العَين"، لكنّه مقْصُورٌ على السّماع، كـ " [اتّزر](٣) " و"اتّكل"(٤). وسيأتي جملة من القَول على ذلك في الثّاني عشر من "باب الجنائز" عند الكَلام على "اتخذ".
قولُه:"فَأتَّزر": فِعْل مُضَارع، مرفُوعٌ بالعَطْف على "يأمُرني"، وكذلك:"فيُباشرني". ويجوز فيهما النصب، بتقدير فِعْل الأمر، أي:"يقول: اتّزري؛ فآتّزر"، كما قيل في قولِه تعالى:{قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ}[إبراهيم: ٣١]، قيل: التقدير: "قُل لعبادي: أقيموا؛ يُقيموا"، والمعنى هنا:"اتّزري، فآتَزر". وقد اعُترض على هذا؛ فليُنظَر في موضعه. (٥)
وجملة قولُه:"وأنا حَائض": في محلّ الحال من ضَمير المفعُول في "يُباشرني"، ويحتمل أن تكُون الحال من ضَمير الفَاعِل.
(١) غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "الثوب". والمثبت من "شواهد التوضيح" (ص ٢٣٨). (٢) كذا بالنسخ. وفي "شواهد التوضيح" (ص ٢٣٨): "بتاء". (٣) بالنسخ: "ايتزر". والمثبت من "شواهد التوضيح" (ص ٢٣٩). (٤) انظر: شواهد التوضيح (ص ٢٣٨، ٢٣٩)، عقود الزبرجد (٣/ ٢٠٥). وراجع: البحر المحيط (١/ ٣١٧، ٣١٨)، شرح التصريف للثمانيني (ص ٣٥٣، ٣٥٤)، المفصل لابن يعيش (ص ٥٢٤)، شرح شافية ابن الحاجب للرضي (٣/ ٨٣)، شرح شافية ابن الحاجب للركن (٢/ ٨٧٠، ٧٣٢)، توضيح المقاصد والمسالك (١٨/ ١٦٣ وما بعدها)، شرح الأشموني (٤/ ٩٩، ١٣٣، ١٣٤)، شرح التصريح (٢/ ٧٣٦ وما بعدها)، جامع الدروس العربية (٢/ ١٢٣، ١٢٤). (٥) انظر: البحر المحيط (٦/ ٤٣٧، ٤٣٨)، (٧/ ٦٦)، عقود الزبرجد (٢/ ٢٢٩)، المقتضب (٢/ ٨٤)، شرح الكافية الشافية (٣/ ١٥٦٩)، الجنى الداني (ص ١١٣)، مغني اللبيب (ص ٨٤٠)، أمالي ابن الحاجب (١/ ٢٣٥)، شرح التصريح (٢/ ٧٠٤)، شرح الأشموني (٤/ ٩٩)، علل النحو (ص ٢٩٩)، الهمع (٢/ ٥٣٩).