ضَارِب"؛ لأنّ الظّروفَ تتّسِع فيها؛ بخِلافِ غيرها. (١)
فعلى هَذَا: يكُون العَامِلُ "مَا" في "أمّا" مِن معْنى الشّرْط؛ لأنّه لم يقَع بعْد الظّرْف مَا يصِحّ أنْ يعْمَل فيه؛ فيَكُون منْهُم اتفَاقًا على ذَلك.
قوله: "أيّها النّاسُ": مُنَادَى محذُوف حَرْف النِّدَاء منه. وحَرفُ النّداء يجوز حَذْفه، إلّا من اسم [الجنس] (٢) والإشَارَة -على الصّحِيح عِنْدهم- والمستغَاث والمندوب واسم الله الكَريم. (٣)
وقد تقَدّم ذِكر "النّاس" ومَادّته في السّابع من "الإمَامَة"، والثّالث من "باب الخُسُوف".
وهُو هُنا صِفَة لا يجوزُ فيه إلّا الرّفع، [خِلافًا] (٤) لأبي عُثمان المازني، وقُرئ شَاذًّا: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} (٥). (٦)
(١) انظر: مغني اللبيب (ص ٨٣)، الجنى الداني (ص ٤١٥، ٥٢٦، ٥٢٧)، شرح المفصل (٥/ ١٢٥)، إعْرَاب لاميّة الشنفري (ص ٨٨)، شرح التصريح (١/ ١٦٧)، الأصول لابن السراج (٢/ ١٩٨)، الهمع (١/ ٥٠١)، (٢/ ٥٨٠، ٥٨١).(٢) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).(٣) انظر: التسهيل (ص ١٧٩)، شرح التسهيل (٣/ ٣٨٥)، اللمحة (٢/ ٦٢٥ وما بعدها)، توضيح المقاصد والمسالك (٢/ ١٠٥٦، ١٠٥٨)، المفصل (ص ٦٨)، أوضح المسالك (٤/ ٧ وما بعدها)، مغني اللبيب (ص ٨٤٠)، شرح ابن عقيل (٣/ ٢٥٦)، شرح الأشموني (٣/ ١٧، ٣٠)، شرح التصريح (٢/ ٢٠٧)، الجزولية (١٨٨)، اللمع لابن جني (ص ١٠٨)، اللباب في علل البناء والإعراب (١/ ٣٤٠)، جامع الدروس (٣/ ١٥٦).(٤) غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "جَوازًا".(٥) سورة [الكافرون: ١].وانظر: شرح الشذور لابن هشام (ص ٥٨٤).(٦) انظر: تفسير القرطبي (١٤/ ١١٤)، شرح الشذور لابن هشام (ص ٥٨٤)، الصبان (٣/ ٢٢٣).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute