أو يكون التقدير:"إنّ اللَّه حَرَّم، وإنّ رسولَه حَرَّم"، فهما جملتان.
ويحتمل أن يكون التقدير:"إن اللَّهَ ورسولَه حرَّما بيع"، ثم حذف "الألِف" التي هي ضمير الإثنين عندما وقف؛ لينفرد الفعل بضمير اللَّه تعالى.
وفي ذلك تعظيم للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ حيث جعل تحريمه وتحريم الرسول واحد، وهو نظيرُ قوله تعالى:{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}[النساء: ٨٠](٢).
وقد أجازوا في الوقف على المنصوب السّكُون، وهي لُغة ربيعة، فقالوا:"رأيتُ رجُل". فهذا هنا أسْهَل؛ لأنّه هنا أبقى الحركة التي كانت قبل الحذف. وحسَّن هذا الحذف دلالة ما قبله عليه. والأوّل أحْسَن (٣).
وقد قال -صلى اللَّه عليه وسلم- للخطيب لما قال:"ومن يعصهما فقد غوى": "بِئْسَ خَطِيبُ القَوْم أَنْتَ"(٤)، كأنّه أنكر عليه جمعه بين ضميري "اللَّه" تعالى و"النبي" -صلى اللَّه عليه وسلم- (٥).
ومن هذا قوله في الحديث:"مِن أعْظَمِ الفِرَى أن يُرِيَ عَيْنَيه مَا لم تَرَ"(٦).
(١) انظر: البحر المحيط لأبي حيان (١/ ٢٦٨)، (٥/ ٢٩٨)، (٦/ ١٥)، رياض الأفهام (٤/ ٣٢٦، ٣٢٧)، مغني اللبيب (ص ٤٢). (٢) انظر: البحر المحيط (٥/ ٢٩٩)، اللباب لابن عادل (٤/ ٢٩٨). (٣) انظر: اللباب لابن عادل (١٠/ ١٣٢)، شرح الكافية الشافية (٤/ ١٩٨٠)، الخصائص (٢/ ٩٩، ١٠٠)، التبيين عن مذاهب النحويين (ص ١٩١)، اللباب في علل البناء والإعراب (٢/ ٢٠٠، ٢٠١)، شرح المفصل (٥/ ٢١٢)، الصبان (١/ ٦٩)، الهمع (٣/ ٤٢٧)، شرط التصريح (٢/ ٣١٣). (٤) صحيح: مسلم (٨٧٠/ ٤٨)، من حديث عدي بن حاتم. (٥) انظر: إكمال المعلم (٣/ ٢٧٥)، إرشاد الساري (١/ ٩٨). (٦) صحيح: البخاري (٣٥٠٩)، والمسند (١٧٠٢١)، والطبراني في المعجم الكبير =