يا طلح أكرم من مشى ... حسبًا وأعطاه لتالد
منك العطاء فأعطني ... وعليَّ حمدك في المشاهد
فقال له طلحة: احتكم. فقال: برذونك الورد، وقصرك بزرنج، وغلامك الخباز، وعشرة آلاف درهم. فقال طلحة: أف لك، لم تسالني على قدري، وإنما سألتني على قدرك وقدر باهلة، واللَّه لو سألتني كل عبد، وكل قصر ودابة، لأعطيتك.
وأنشد له المرزباني في "معجمه"، ما ذكره (١):
رأيت الناس لما قل مالي ... وأكثرت الغرامة ودعوني
فلما أن غنيت وثاب مالي ... أراهم لا أبا لك راجعوني
وقال أبو يوسف في "اللطائف": ذهبت عينه وعين المهلب بسمرقند. وقال العجلي: سُمي بذلك؛ لأنه علا الطلحات في الكرم.
وفي كتاب أبي الفرج: كان مُمدحًا، مدحه غير واحد من الفحولة، منهم: المغيرة بن جبناء، وكثير عزة، وأبو حزابة، وسَحْبان.
٢٧٦١ - (قد س ق) طلحة بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن ابن أبي بكر الصديق المدني، والد محمد وشعيب (٢)
قال أبو يوسف في كتابه "لطائف المعارف": طلحة هذا يُعرف بطلحة الدراهم.
وخرج الحاكم حديثه في "مستدركه" وصحح إسناده.
وفي "تاريخ البخاري": كان قد أدرك عائشة، روى عنه ابن إسحاق، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا أبو عامر وشبابة، قالا: ثنا عبد الرحمن ابن أبي بكر، عن محمد بن طلحة بن عبد اللَّه ابن أبي بكر، عن أبيه طلحة، قال: قال أبو بكر رضي اللَّه عنه لعفير في الود. قال محمد: هذا مرسل ليس بذاك.
وقال البلاذري: كان طلحة سخيًّا، وفيه يقول الحر بن الأشجعي: [المتقارب]
فإنك يا طلح أعطيتني ... جُمالية تستخف الصغارا
فما كان يفعل لي مرة ... ولا مرتين ولكن مرارَا
= ٦٤، رسائل الثعلبي ١/ ٩.
(١) انظر: البيان والتبيين ١/ ٣٩٠، بهجة المجال ١/ ٤٢.
(٢) انظر: تهذيب الكمال ١٣/ ٤٠٣، تهذيب التهذيب ٥/ ١٧.