وفي كتاب "البيان للجاحظ": سأل الحجاج غلامًا، فقال له: غلامُ من أنت؟ قال له: غلام سيد قيس.
قال: من ذاك؟ قال: زرارة بن أوفى.
فقال الحجاج: كيف يكون سيد قيس، وفي داره التي ينزلها سكان. وفي "المراسيل" لعبد الرحمن: سُئل أبي: هل سمع زرارة من ابن سلام -أعني: الذي ذكر المزي روايته المشعرة عنده بالاتصال عنه-؟ فقال: ما أراه، ولكن يدخل في المسند، وقد سمع من عمران، وأبي هريرة، وابن عباس، هذا ما صح له. انتهى.
فعلى هذا تكون روايته عن تميم الداري، والمغيرة بن شعبة -المذكورين عند المزي أيضًا- منقطعة، وأبى ذلك البخاري، فذكر سماعه من ابن سلام، وتميم، وقال: مات قبل ابن سيرين.
وفي "رافع الارتياب": وهو زرارة بن أبي أوفى العامري.
وخرج ابن حبان حديثه في "صحيحه"، وكذلك الحاكم وأبو عوانة، ولما ذكره ابن خلفون في كتاب "الثقات" قال: كان رجلا صالحًا خيرًا فاضلا.
وفي المتأخرين:
١٨٢٣ - زرارة بن أوفى الحرشي (١)
ذكر ابن قانع وفاته بعد المائتين. ذكرناه للتمييز.
١٨٢٤ - (د س) زرارة بن كريم بن الحارث بن عمرو السهمي الباهلي (٢)
ذكره أبو نعيم الحافظ في كتابه "معرفة الصحابة" فقال: رأى النبي صلى اللَّه عليه وسلم في حجة الوداع، وقيل: زرارة بن كرب، ذكره بعض المتأخرين -يعني: ابن منده- ولم يخرج له شيئًا.
وقال أبو الفرج في كتاب "الصحابة": له رؤية.
ولما ذكره ابن حبان في ثقات التابعين، قال: من زعم أن له صحبة فقد وهم.
(١) انفرد بترجمته صاحب الإكمال. (٢) انظر: التاريخ الكبير للبخاري ٣/ ٤٣٨، الثقات لابن حبان ٤/ ٢٦٧، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٣/ ٦٠٤، تهذيب الكمال ٩/ ٣٤٢، تهذيب التهذيب ٣/ ٢٧٨.