ويصبر على مشقة ذلك، ويتعاهد نفسه بتقليم أظفاره، وأخذ عانته، ونحو ذلك، ويعتمد على الله فيمن يحب، ويوصي للأرجح في نظره (١).
تتمة: ولا يجب التداوي، ولو ظن نفعه، لكن يجوز اتفاقاً (٢)، ولا ينافي التوكل؛ لخبر أبي الدرداء، أن رسول الله ﷺ قال:«إن الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء، فتداووا، ولا تداووا بالمحرم»(٣). ويحرم التداوي بالسم. وترك التداوي أفضل، نص عليه (٤)؛ لأنه أقرب إلى التوكل. واختار القاضي، وأبو الوفاء، وابن الجوزي، وغيرهم فعله (٥)؛ لكثرة الأحاديث الواردة في التداوي (٦).
ويحرم تداو بمحرم، ولو بصوت ملهاة (٧)؛ لعموم الخبر (٨).
ينبغي للمريض أن يحسن ظنه بربه. قال بعضهم: وجوباً (٩)؛
(١) انظر هذه الفائدة بتمامها في كشاف القناع ٤/ ٢٤، وصدرها أيضاً في الكشاف ب (فائدة). (٢) حكاه في كشاف القناع ٤/ ٧. وفي الهداية شرح البداية ٤/ ٩٧. (٣) أخرجه أبو داود برقم (٣٨٧٤)، والبيهقي في السنن الكبرى برقم (٢٠١٧٣). (٤) انظر: مسائل ابن هانئ ١/ ١٤٣. (٥) نقله عنهم في الفروع ٣/ ٢٣٩. (٦) منها الحديث المتقدم. (٧) الملهاة: آلة اللهو، وجمعها: الملاهي. انظر: تاج العروس ٣٩/ ٤٩٧. (٨) أي: خبر أبي الدرداء ﵁ المتقدم. (٩) قال في الإنصاف ٦/ ١٠: (يحسن المريض ظنه بربه. قال القاضي: يجب ذلك. قال المجد: ينبغي أن يحسن الظن بالله تعالى، وتبعه في مجمع البحرين. والصحيح من المذهب أنه يغلب رجاءه على خوفه).