تنبيه: إذا انسد المخرج، وانفتح غيره، لم يثبت له أحكام المعتاد. قال في «النهاية»: «إلا أن يكون سُد خلقةً، فسبيل الحدث المنفتح، والمسدود كعضو زائد». انتهى (١).
النوع (الثاني) من النواقض: (خروج النجاسة من بقية البدن) غير السبيلين (فإن كان بولاً، أو غائطاً، نقض مطلقاً) أي: سواء كان قليلاً، أو كثيراً (وإن كان غيرهما؛ كالدم، والقيء) والقيح، ودود الجرح، فلا يـ (ـــنقض) إلا (إن) كثر، وهو ما يـ (فحش في نفس كل أحد بحسبه) نص عليه الإمام، واحتج بقول ابن عباس رضي الله تعالى عنهما:«الفاحش ما فحش في قلبك»(٢). وكذا لو مص عَلَقٌ (٣) أو قُراد (٤)، وكثر في نفسه، نقض. غير ذباب، وبق (٥)، وبراغيث (٦)، ونحوه.
(١) كتاب النهاية في شرح الهداية لأبي المعالي، وقد نقل هذا القول من النهاية صاحب الفروع ١/ ٢٢٤. وتمام كلامه: (من الخنثى). قال في غاية المنتهى ١/ ٨٢ بعد أن ذكر هذا القول: (ويتجه: وهو حسن إن كان المنفتح أسفل المعدة). (٢) وقد فرّق ﷺ بين الفاحش والقليل بقوله: «إذا كان الدم فاحشاً فعليه الإعادة، وإن كان قليلاً فليس عليه إعادة» رواه البيهقي في السنن الكبرى برقم (٤٢٦٩). (٣) العَلَق: دود أسود، يمتص الدم، يكون في الماء الآسن، إذا شربته الدابة علق بحلقها. انظر: المعجم الوسيط ٢/ ٦٦٢، مادة: (علق). (٤) القراد: دويبة متطفلة، ذات أرجل كثيرة، تعيش على الدواب والطيور. انظر: المعجم الوسيط ٢/ ٧٢٤، مادة: (قرد). (٥) البق: جمع بقة، وهي: حشرة من رتبة نصفية الأجنحة، أجزاء فمها ثاقبة ماصة على شكل خرطوم. انظر: المعجم الوسيط ١/ ٦٦. (٦) البراغيث: جمع برغوث، والبرغوث: ضرب من صغار الهوام، عضوض، شديد الوثب. انظر: المعجم الوسيط ١/ ٥٠.