وإن كانا مُفْرَدَين - كـ "سعيد كرز" - جَاز في ذلك وَجْه آخَر، وهو إضافة الأول إلى الثاني. (١)
إذا ثبت ذلك: ففي الحديث هنا تقديم الكُنية على الاسم، فيجُوز في الثاني أن يكُون بَدَلًا، وأن يكُون عَطْف بيان، ويجوزُ القَطْعُ على أنَّه خبر مُبتدأ، أو النصب على أنَّه مفْعُولٌ [الفعل](٢) مُقَدّر.
و"سَأل" هنا مُعَلّقة؛ فهي عَامِلَة في الجُمْلة، لا في اللفظ؛ لأنَّ الاستفهامَ لا يَعْمَلُ فيه ما قبله سوى الجَارّ. وعُلّقَت "سَأل" - وإن لم تكُن من أفعال القلوب - لأنّها سَبَبُ العِلْم، فأجرَى السّبَبَ مجْرَى المسبّب، وقد قال تعالى: {سَلْهُمْ أَيُّهُمْ
(١) انظر: أوضح المسالك (١/ ١٣٧). (٢) غير واضحة بالأصل. وفي (ب). وهي مثل سابقتها. (٣) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب)، والبحر المحيط (٢/ ٣٤٩). (٤) البيت من الطويل، وهو للأسود بن يعفر. ويروى فيه: "يسألنه". وباقي البيت: "أَصَعَّدَ في عُلْوَ الهَوَى أَمْ تَصَوَّبَا". وفي رواية: "أصعَّد عن جَوَّ السّما أم تصوبا". وانظر: البحر المحيط (٢/ ٣٤٩)، (٧/ ١٢٧)، (٨/ ٢٣٠)، (١٠/ ٢٤٦)، تفسير الألوسي (٨/ ١٨١)، (١٠/ ١٨٦)، خزانة الأدب (٩/ ٥٢٧ وما بعدها)، لسان العرب (٣/ ٢٥١)، ضرائر الشِّعْر (ص ٧٠، ٣٠٣، ٣٠٤)، المعجم المفصل (١/ ١٣٦).