والحقُّ: أنَّ الدلالة لا تتمحّضُ في هذين المثالين؛ لاحتمال أن يكُون الحالُ من ضمير مُتعلق الخبر.
قلتُ: إلَّا أنْ يُقال: الأصلُ في الخبَر التأخير، وإنَّما قُدِّم لضرُورة التسويغ للابتداء بالنكرة (٢)، وتقديمُ الحَال الذي أصْلُه صفَة [واجبٌ](٣)؛ لأنَّ الصِّفةَ لا
= تقدَّم، ولو تأخّر كان نعتًا لـ "ظباء". والمروي فيه: "وتَحْتَ العَوالِي في القَنَا مُستِظلةً ... "، كما روى السهيلي في "نتائج الفكر" مطلعه هكذا: "وتَحتَ العوالي والقنا مستكنة". انظر: الكتاب لسيبويه (٢/ ١٢٢، ١٢٣)، الجمل في النحو (ص ١٠٢)، شرح أبيات سيبويه (١/ ٣٤٧)، نتائج الفكر (ص ١٨٣)، المعجم المفصل (٣/ ٢٤٦). (١) صدر بيت من مجزوء الوافر. ويُنسب لكُثير عزَّة، إلَّا أنّ مطلعه عنده: الِعَزَّةَ مُوحِشًا طَلَلُ". كما يُنسَب لذي الرَّمة. وعجُز البيت: "يلُوح كَأَنَّهُ خلل". والشاهدُ: نصب "مُوحشًا" لأنه نعت نكرَة تقدّم على الاسم. وروى النهرواني: الخولة مُوحشًا طلل". انظر: الجمل في النحو (ص ١٠٣)، الكتاب (٢/ ١٢٣)، الجليس الصالح الكافي "ص ٥٠٨)، نتائج الفكر (ص ١٨٣)، خزانة الأدب (٣/ ٢٠٩، ٢١١)، أوضح المسالك (٢/ ٢٦٠)، شرح الشذور الذهب (٢/ ٤٦٠)، شرح التصريح (١/ ٥٨٤)، المعجم المفصل (٦/ ٢٦٦). كما يُنسَب هذا البيت لكُثير عزَّة أو لذي الرَّمة، لكن برواية أخرى، من البحر الوافر: لعزة مُوحشًا طللٌ قديم ... عفاه كلّ أسحم مستديم ويُروى في مَطلعه أيضًا: "لميّة مُوحشًا طللٌ قديم". انظر: المفصل للزمخشري (ص ٩١)، شرح التصريح (١/ ٥٨٤)، أمالي ابن الحاجب (١/ ٣٠٥)، خزانة الأدب (٣/ ٢٠٩ وما بعدها)، المعجَم المفصّل (٧/ ٢٣٦). (٢) انظر: شرح الكافية (١/ ٣٦٦)، دليل الطالبين (ص ٤٠، ٤١). (٣) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب). لكن الواضح من المصادر أن تقديمَه جائزٌ، =