والثاني: لابن مالك، أنّ "لكن" غير عاطفة، و"الواو" عاطفة جملة حُذف بعضها على جملة صُرّح بجميعها.
قال: والتقدير في نحو: "ما قام زيد، ولكن عَمْرو": "ولكن قام عَمْرو"، ويُقدّر في:{وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ}[الأحزاب: ٤٠]: "ولكن كان رسول الله". وعلّة ذلك: أنّ "الواو" لا تعطفُ مُفْرَدًا على مُفْرَد مخالفٌ له في الإيجاب والسّلب، بخلافِ الجُملتين المتعَاطفتين؛ فيَجُوز تخالفهما فيه، نحو:"ما قَام زَيد، ولم يقُم عمرو".
والثالث: لابن عصفُور، أنّ "لكن" عاطفة، و"الواو" زائدة لازمة.
والرَّابع: لابن كيسان، أنّ "لكن" عاطفة، و"الواو" زائدة غير لازمة.
وسُمع:"ما مررتُ برجُل صالح، لكن طالح" بالخفض؛ فقيل: على العطف، وقيل: بجَارٍّ مُقَدّر، أي:"لكن مررتُ بطالح "، وجاز إبقاء عمل الجار بعد حذفه لقُوّة الدّلالة عليه [بتقدّم](١) ذِكْره. انتهى. (٢)
(١) بالنسخ: "تقدم". والمثبت من مغني اللبيب (ص ٣٨٦). (٢) انظر: مغني اللبيب (ص ٣٨٥ وما بعدها). وراجع: البحر المحيط (١/ ١٠٢، ٥٢٤)، شرح التصريح (٢/ ١٧٥ وما بعدها)، شرح المفصل (٤/ ٥٦٠ وما بعدها)، (٥/ ٢٨ وما بعدها)، الجنى الداني (ص ٥٨٦ وما بعدها إِلى ٥٩٢)، نتائج الفكر (ص ٢٠٠ وما بعدها)، أوضح المسالك (٣/ ٣٤٦)، شرح الأشموني (٢/ ٣٨٧)، الهمع (٣/ ٢١٦)، جامع الدروس العربية (٣/ ٢٤٩)، الموجز في قواعد اللغة العربية (ص ٣٦٤). (٣) الصحيحُ: أنَّها بسيطة. وممن قال بأنها مُركبة: السهيلي. انظر: البحر المحيط =