قلتُ: وفي صحيح البخاري في حَدِيث رفاعة قولُه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- لزوجه:"إنك [لم](٣) تحلين له أو تصلحين له"(٤)، بإثبات "النون" فيهما، متَّفقٌ عليه في النسخ كُلها دليل على أنَّها لُغة.
وقد جاء النصب بها في قولِه تعالى:{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}[الشرح: ١].
وأجيب: بأنّ الأصل: ["نشرحن"] (٥) بـ "النون"، بدل منها "ألِف"، ثم حذفت تخفيفًا، ذكره ابن عطية (٦).
قال ابن هشام: في هذا التخريج شذوذان، أحدهما: توكيد المنفي بـ "لم"، وحذف "النون" لغير وقف (٧).
وقوله:"وجعل ينفض الماء بيديه": تقدّم القول على "جعل" في الحديث الرّابع من أَوَّل الكتاب، وهي من أفعال المقارَبَة، واسمها مستتر فيها، وخبرها في الفعل (٨).
(١) شرح التسهيل (١/ ٢٨). (٢) انظر: مغني اللبيب (ص/ ٣٦٥)، شرح التصريح (٢/ ٣٩٨). (٣) بالأصل: "لمن". وفي (ب): "لن". (٤) ما في صحيح البخاري: "فَإِنْ كَانَ ذَلِكِ لَمْ تَحِلِّى لَهُ، أو: لَمْ تَصْلُحِي لَهُ حَتَّى يَذُوقَ مِنْ عُسَيْلَتِكِ". ولكن روى الإِمام أحمد في مسنده (٢٦٧٠٠) من حَدِيث أُم سَلَمَة، وفيه: "قالوا: إنك لم تحلين"، وهو صحيحٌ على شرط الشيخين. وانظر: فتح الباري (١٠/ ٢٨٢)، وإرشاد الساري (٨/ ٤٣٥). (٥) بالنسخ: "شرحن". والمثبت من المصدر. (٦) انظر: المحرر الوجيز (٥/ ٤٩٦)، والكشاف (٤/ ٧٧٠). (٧) مغني اللبيب (ص / ٩١٦). (٨) انظر: البحر المحيط (١/ ١٣٧)، رياض الأفهام (١/ ٦٤، ٦٥، ٦٥٣)، شواهد =